السؤال
أعاني من العزلة والانطوائية والحساسية المفرطة، والعصبية لأقل كلمة، وعدم الانسجام مع من حولي، وعندما أريد التحدث مع أحد، أقبل بالسخرية والاستهزاء، ما العلاج؟
أعاني من العزلة والانطوائية والحساسية المفرطة، والعصبية لأقل كلمة، وعدم الانسجام مع من حولي، وعندما أريد التحدث مع أحد، أقبل بالسخرية والاستهزاء، ما العلاج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر.
أختي الفاضلة: إن ما وصفت من العزلة والانطوائية والحساسية المفرطة مع العصبية، ربما هي تعكس أحد أمرين: إما طبيعة التربية التي تلقيتها، وتجارب الطفولة والمراهقة، فربما أثرت عليك وجعلتك تتجنبين الناس وتتحسسين من كلامهم، أو أن هذا -وهو الاحتمال الثاني- ليس له علاقة بتاريخ نشأتك وتربيتك؛ وإنما لأنك تمرين بظروف صعبة في حياتك، سواء الشخصية، أو الأسرية، أو الاجتماعية.
لاحظت من سؤالك -أختي الفاضلة- أنك لا تعملين، وأنك غير متزوجة، فربما كل هذه الأمور تضغط عليك، وتجعلك تشعرين بأنك مختلفة عن الآخرين، فلذلك تتجنبينهم، لتتجنبي أحاديثهم وأسئلتهم عن حياتك الخاصة، إلى آخره.
أما كيف تتخلصين من كل هذه المشاعر -مشاعر العزلة والانطوائية والحساسية- فيفيد أن تعيدي ترتيب أوراق حياتك الشخصية، كيف تنظمين وقتك؟ هل تخرجين من البيت؟ هل تمارسين شيئا من الرياضة، أقلها المشي، هل تحاولين أن تلتقين ببعض صاحباتك أو أخواتك؟
كل هذه الأمور المتعلقة بكيف تقضين وقتك، يمكن أن تنعكس بشكل إيجابي على حياتك، وتستطيعين أن تتخلصي من هذه العزلة والانطوائية.
أختي الفاضلة: عكس العزلة والانطوائية، هو الإقدام على مقابلة الناس، نعم قد تتحسسين من بعض كلامهم في البداية، إلا أنك ستعتادين على رد هذه الأسئلة، وكيف تتعاملين مع الناس، فهذه نسميها عادة: المهارات الاجتماعية في كيفية التعامل والمحادثة مع الناس الآخرين.
أما العزلة والانطوائية فلا تحل المشكلة، وإنما تجعلها مزمنة وأصعب على العلاج، لذلك أنصحك بأن تعاودي وتقبلي على الناس، متحملة أحيانا بعض الأذى، أو الكلام الغير مناسب، ولكنك ستعتادين وتتقنين مهارات التعامل مع الناس الآخرين. ابحثي عن بعض الهوايات المفيدة، والتي يمكن أن تبني معها ثقتك بنفسك، لتخرجي من هذه الحال التي أنت فيها.
أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينك على التغيير الذي تنشدين، والله الموفق.