السؤال
السلام عليكم
ابنتي تبلغ من العمر 35 سنة، متزوجة، وليس لديها أطفال، بدأت تعاني من النوم الكثير، حتى في الأماكن والأوقات غير المناسبة، ولا تبتسم، ولا تتفاعل مع أحد حتى أخواتها، وتشعر بالتعب والخمول في كل أوقاتها، مع انقطاع الدورة الشهرية عنها، وسقوط شعرها كاملا، وهذه الحالة بدأت منذ أكثر من سنة.
راجعنا الأطباء، وعملنا تحليلا للغدة الدرقية، وقمنا بعمل أشعة الرنين المغناطيسي للغدة النخامية حسب ما طلب الأطباء، والنتيجة كانت سليمة، وعملنا الرقية الشرعية، وإلى الآن لا زالت على نفس الحال.
قبل شهرين تقريبا ظهرت بقع صفراء غامقة على إحدى يديها، وأيضا راجعنا طبيبا استشاريا للأمراض النفسية، وأعطاها علاجا، استمرت عليه شهرا واحدا، ثم تضجرت منه وتركته، وبدأت بعد ذلك تتكلم في نومها، وأحيانا بصوت عال، وتتحرك كثيرا كأنها مستيقظة، وتؤشر بيدها، وعينها تتحرك أول ما تبدأ عندها نوبة الغفوة.
أرجو إرشادنا إلى أي طبيب نتجه، وأي اختصاصي نراجع؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لابنتك الشفاء والعافية.
في مثل هذه الحالات تكون الخطة الطبية هي أن يتأكد الطبيب هل هذه الحالة راجعة لأمراض عضوية -بدنية- أم هي حالة نفسية، أم أن الحالة فيها الجانب النفسي، وكذلك الجانب العضوي.
هذه السيدة -حفظها الله- تم فحصها، و-الحمد لله- كانت نتائج الرنين المغناطيسي سليمة، وهذا أمر جيد ومشجع؛ هنالك بعض حالات نفسية، منها علة تسمى (ناركولبسي)، وهي النوم المفاجئ الذي لا يستطيع صاحبه أن يقاومه، الوصف الذي وصفت به حالتها يشابه (الناركولبسي).
لكن الشيء الذي ضد تشخيص (ناركولبسي)، أن (الناركولبسي) تكون في سن متقدمة، أي لا تظهر فجأة، وبالصورة والكيفية التي ذكرتيها، و(الناركولبسي) -وإن وجدت- تعالج من خلال تناول الأدوية الميقظة مثل: عقار الريتالين، أو عقار المودنايفيل MODANIFIL، أو عقار الريتالين -كما ذكرنا-.
طبعا من الجوانب النفسية، هنالك نوع من الاكتئاب النفسي قد يسبب هذه الحالات أيضا، وإعطاء الأدوية المضادة للاكتئاب مثل: الفلوكساتين، أو الولبيوترين، والذي يعرف باسم الببريبيون، وكلا الدوائين من مضادات الاكتئاب التي تزيد من اليقظة والنشاط، ستكون مفيدة لها.
كما أن التعرض للضوء، أو لأشعة الشمس يساعد في علاج هذه الحالات، كما أن ممارسة الرياضة تعتبر أمرا ضروريا، كذلك تناول الكافيين بكمية زائدة قليلا -خاصة في فترة الصباح-، سيكون مفيدا لها، الحرص على النوم الليلي المبكر، وتجنب السهر أيضا فيه -إن شاء الله- فائدة ونفع كبير لها.
بالنسبة للمراجعات الطبية: أرى أن مراجعة الطبيب النفسي مهمة، وكذلك طبيب الأعصاب، طبيب الأعصاب تقريبا قام بكل شيء، فقط تبقى أن يجري لها تخطيطا للدماغ؛ لأنه في بعض الحالات النادرة، والتي تكون فيها كهرباء الدماغ غير منتظمة، خاصة إذا ظهرت بعض هذه الأعراض التي ذكرت في حالتها.
انقطاع الدورة الشهرية عنها تراجع فيه طبيبة النساء والتوليد؛ من أجل القيام بعمل الدراسات الهرمونية الشاملة، ونحن نعرف أنه في بعض حالات الاكتئاب النفسي ربما تنقطع الدورة الشهرية.
هذا هو الذي أود أن أنصح به، وأسأل الله تعالى لها العافية والشفاء، ونشكرك مرة أخرى على ثقتك في استشارات إسلام ويب.