السؤال
السلام عليكم.
لدي مشكلة: وهي أن النبض عندي يخف فجأة عند التحرك المفاجئ، أو عند الضحك، لمدة ثوان فقط، ثم يعود، وهو شعور مزعج جدا جدا؛ مما سبب لي الخوف من ممارسة الرياضة؛ حتى لا يصيبني ذلك الأمر، والذي أدى بدوره إلى أنني أصبحت أعاني من وزن زائد جدا.
وقد أصابتني هذه الحالة منذ ٧ أشهر، وعملت تخطيط جهد وفحوصات دم، وجميعها سليمة -والحمد لله-، سوى وجود نقص شديد في فيتامين دال، كما أنني أدخن، وأعاني من نسيان شديد، مع عدم التركيز والفهم أثر على حياتي اليومية، وسبب حالة نفسية سيئة، مع شعور بالغصة، فما سبب خفة النبض؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العناصر الثلاثة، أو الأمراض الثلاثة التي تعاني منها، وهي:
النقص الشديد في (فيتامين D)، بالإضافة إلى التدخين، والسمنة؛ تمثل السبب الرئيسي لنبضات القلب الهاجرة التي تخرج من مكان غير المكان الرئيس في القلب، والموجودة في الأذين الأيمن، وتسمى sino atrial node، وتكتب اختصارا SAN، ومعظم أسباب تلك النبضات الهاجرة أو الشاردة ليس لها علاقة بأمراض القلب، خصوصا وقد تم عمل إيكو، وتخطيط جهد، وفحص للدم.
ومن الأعراض التي يشعر بها الإنسان جراء النبضات الهاجرة الشعور بأن القلب قد توقف لمدة قصيرة، ثم يعود كما كان عليه، وينتاب الشخص شعور بأن هناك خللا في أنظمة القلب، ويمكن أن يكون هناك إحساس بضربات قلب قوية جدا، وشعور بنبضات غير منتظمة في القفص الصدري، أو سماع نبضات القلب خلال نومه، مع شعور المصاب بصعوبة التنفس، والتعب، ويصاحب النبضات الشاردة شعور بالانزعاج، والقلق، والخوف المستمر.
وعلاج تلك البنضات الهاجرة من خلال علاج السبب الذي يؤدي إليها، وأول ذلك هو علاج النقص الشديد في (فيتامين D)، من خلال أخذ حقنة فيتامين (D3)، بجرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (D3) الأسبوعية، بجرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعيا، لمدة 12 أسبوعا.
والتدخين آفة كبرى يجب التوقف عنه؛ لما له من أضرار شديدة على كل أعضاء الجسم، بما فيها القلب؛ لذلك فإن جميع أعضاء الجسم بلا استثناء تتأثر بسموم السيجارة البالغ عددها بالآلاف، منها 400 مادة سامة على اليقين؛ بسبب إضافة المبيدات الحشرية إلى أوراق التبغ، لحفظها من التعفن والتلف، وربما لخلطها ببعض الأعشاب الضارة لزيادة الأرباح.
ومن المعلوم أيضا أن الهيموجلوبين كما قلنا يفضل الارتباط بغاز (أول وثاني أكسيد الكربون) الموجود في السيجارة، لأكثر من 210 مرة من ارتباطه بالأكسجين haemoglobin affinity، فيظل الهيموجلوبين في حركة دائمة بين الخلايا والرئتين، محملا بالغازات السامة دون حمل الأكسجين، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالخفقان، والتعب العام، والإرهاق، والنبضات الهاجرة، وضيق التنفس، والأرق، وألم العضلات، نتيجة الكحة المزمنة، ونقص (فيتامين B12) نتيجة تضرر المعدة.
وإذا أردت الشفاء من كل ذلك؛ فإن الحل بيدك الآن في ضرورة الإقلاع عن التدخين، وفورا، ودع عنك مقولة لا أستطيع ذلك، أو أنني خففت؛ لأن في الأمر حياة أو موتا.
ومن المهم أن تكون إيجابيا، وتعمل على التوقف الفوري عن التدخين، من خلال الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، وهي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، ولا تحتاج إلا إلى أسبوعين فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي يسببها التدخين، وبعد تلك الأيام، وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن، فلن تعود إلى التدخين مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة، وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
بقي أن تكون إيجابيا أيضا، وتعمل على إنقاص الوزن، وهناك الكثير من البرامج والحميات التي تساعد في إنقاص الوزن، ومنها:
حمية الصيام المتقطع؛ بحيث يكون العشاء في السادسة، أو السابعة مساء، وأن يكون طعام الإفطار في العاشرة أو الحادية عشر من صباح اليوم التالي، على أن تكون مدة الصيام 15 إلى 16 ساعة يوميا، ولا مانع أثناء تلك المدة من شرب المزيد من الماء، وتناول المشروبات الساخنة بدون سكر.
وأفضل حمية مع حميات الصيام المتقطع هي: حمية البحر المتوسط؛ حيث تعتمد شعوب حوض البحر المتوسط في تناول الطعام على الخضروات والبروتين النباتي والحيواني، وينعدم لديهم تناول السكر، ويكاد ينعدم تناول النشويات والمخبوزات، وتسمى حمية البحر المتوسط، ومع دمج حمية الصيام المتقطع مع حمية البحر المتوسط سوف يقل الوزن دون معاناة -إن شاء الله-.
ومع علاج النقص الشديد في (فيتامين D)، والإقلاع عن التدخين، وإنقاص الوزن، سوف تختفي تلك النبضات الزائدة، وسوف تتحسن لياقتك البدنية، وتشفى -إن شاء الله- من الأمراض المزمنة المصاحبة للتدخين، ونقص (فيتامين D)، وأمراض السمنة.
وفقك الله لما فيه الخير.