أخاف من فعل أي شيء خشية أن يضحك الناس عليّ!

0 18

السؤال

كنت في حفلة لجيراننا، وفي أثناء الحفلة رقصت وأنا جالسة على الكرسي بجانب أمي، فلاحظت أن هناك فتاة ضحكت علي، وأشارت لصديقتها لتنتبه إلي، شعرت بالزعل؛ لأنني عندما أفعل شيئا طبيعيا وعاديا، ينظرون إلي بسخرية وضحك، لماذا أنا تحديدا دون الآخرين؟

أنا أعاني من هذه المواقف الغريبة منذ الصغر، من التنمر والضحك، مع أنني شخص طبيعي وليس في أي شيء غريب، أمي قالت لي ذلك، وصديقتي أيضا، أنا طالبة طب في المستوى الثالث، يعني الحمد لله أرى نفسي طبيعية، لكن الآخرين يرونني غير ذلك، حتى أنني أصبحت أخاف من فعل أي شيء خشية أن يضحك الناس علي.

في الحفلة، كان الجميع يرقص، نساء ورجالا، وحتى العجائز يرقصون بطريقة مجنونة، لماذا عندما يأتي دوري يضحكون علي؟ أصبحت لدي عقدة بسبب هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Juan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشعر بحجم الألم الذي تمرين به في مثل هذه المواقف، وكونك تشعرين بأن الآخرين ينظرون إليك بسخرية، بالرغم من أنك تقومين بأشياء طبيعية وعادية، يمكن أن يكون مرهقا نفسيا.

دعينا نبدأ بطمأنتك أن ما تشعرين به أمر مفهوم، وأنه من المهم أن تعرفي أن هذا ليس انعكاسا على قيمتك الشخصية أو من تكونين.

لماذا يحدث هذا الشعور؟
1. التفكير السلبي تجاه الذات، فأحيانا عندما نتعرض لمواقف متكررة حيث نشعر بالاستهداف أو السخرية؛ قد نطور حساسيات مفرطة تجاه نظرة الآخرين إلينا، من الممكن أن تكوني أكثر وعيا بردود أفعال الآخرين بسبب تجارب سابقة من التنمر أو الانتقاد.

2. المجتمع أحيانا قد يكون قاسيا في أحكامه على الأفراد، خاصة إذا كان الفرد يظهر بمظهر مختلف قليلا عن المتوقع، أو التقليدي، لكن ليس كل من يضحك أو يعلق يهدف إلى السخرية، قد يكون نتيجة سوء فهم أو تصرف غير مدروس.

3. من الممكن أن تكوني قد مررت بتجارب تنمر في صغرك تركت أثرا عميقا في نفسك؛ التنمر يمكن أن يغذي الخوف من السخرية، ويجعل الشخص أكثر قلقا بشأن ردود أفعال الآخرين.

نصائح للتعامل مع هذه المشاعر:
1. من المهم أن تعرفي أن قيمتك لا تتحدد بما يعتقده الآخرون عنك، أنت طالبة طب في المستوى الثالث، وقد أثبت قدرتك وكفاءتك في مجال علمي يتطلب الكثير من الجهد، هذه الإنجازات تدل على قوتك وقدرتك وليس على ضعف أو نقص.

2. كلما شعرت بالضعف أمام الآخرين، تذكري قول الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) الإسراء: 70، هذه الآية تذكرنا بأن الله سبحانه وتعالى قد كرم الإنسان وأعطاه مكانة خاصة، فلا يجوز لأحد أن يقلل من شأنك أو يشعرك بالنقص.

3. حاولي ألا تعطي قيمة كبيرة لكل ابتسامة أو تعليق قد يبدو أنه موجه ضدك، في بعض الأحيان، الناس يتصرفون بطرق غير حساسة بدون نية للإيذاء، كما أن التأمل في أفعالهم سيأخذ من طاقتك ويسبب لك المزيد من التوتر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

4. كلما شعرت بأن الآخرين يستهزئون بك، حاولي أن تذكري نفسك بأن رأيهم لا يعكس حقيقتك، أنت شخص ذو قيمة وكرامة.

5. من المهم أن تحيطي نفسك بأشخاص يدعمونك ويعطونك شعورا بالأمان؛ الأصدقاء الجيدون والعائلة يمكن أن يكونوا مصدر طاقة إيجابية ويساعدوك على التخلص من هذه المشاعر السلبية.

6. إذا استمرت هذه المشاعر وأصبحت تشكل عائقا في حياتك اليومية أو دراستك، قد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي للمساعدة في التعامل مع هذه الأفكار السلبية.

7. تذكري أن الرقص وإن كان جائزا بين النساء أنفسهم، فهو غير جائز بشكل مختلط رجالا ونساء، لسقوط الحشمة، ومظنة الفتنة، لذلك لا داعي للانخراط في مثل هذا النشاط المختلط، والاكتفاء بالأنشطة المباحة.

من المهم أيضا أن تتذكري ما ورد عن الصبر والتحمل في مواجهة الآخرين، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، هذه المواقف التي تمرين بها قد تكون فرصة لتزيدي من صبرك وقوتك النفسية، والتعامل معها بحكمة وسكينة.

في النهاية: تذكري أن الله سبحانه وتعالى خلقك كما أنت بصفاتك وسماتك لحكمة، فلا تسمحي للآخرين أن يقللوا من ثقتك بنفسك أو يجعلوك تشعرين بالنقص، أنت قادرة على تجاوز هذه المشاعر، ومواقف الناس لا تعكس حقيقتك.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات