السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم لي شاب عمره 37 سنة، وهو قريب لأهلي، كريم وعلى خلق، وسوف يسكنني بجانب أهلي، وأهله طيبون، وبه المميزات التي أريدها.
لكنني لا أشعر بانجذاب لشكله، وبسبب ضغط الأهل ضغطت على نفسي لتقبله، وجلست معه ثلاث مرات في وجود الأهل حتى أقتنع به من أجل مميزاته، لكنني بكيت باستمرار من هذا الضغط ولم أرتح، ولا أعلم لماذا، -والله العظيم- كلما أجلس معه، أبكي قبلها، ولا أكون مرتاحة، وللأسف، أنا رفضته، والآن خائفة جدا ومتوترة، ولا آكل بسبب أنني رفضت نعمة الله، ولن يأت لي أحد مثله ثانية.
في اعتقادي إذا أتى أحد، سوف أقبله شكلا، لكن صفاته لن تكون أخلاقية، وأنا خائفة من تقدم العمر، وعدم الزواج.
أفيدوني؛ هل ستأتي فرصة أخرى كهذه أكون فيها مرتاحة؟ مع العلم أنني كنت مترددة جدا، مرة أقبل به من أجل خلقه، ومرة لا أقبل به من أجل شكله وراحتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
لا شك أن الفتاة هي صاحبة القرار، وكذلك الفتى، ومن حق أي طرف من الطرفين أن يرفض؛ لكن من المهم أن يكون الرفض بأسلوب جيد، بطريقة حسنة تراعي المشاعر، وتراعي الآداب التي ينبغي أن يراعيها المسلم والمسلمة.
وإذا كان الرفض قد تم، فأرجو أن لا تعودي إلى الوراء، فإن البكاء على اللبن المسكوب لا يرده، وهذا الذي حدث من تقدير الله تبارك وتعالى، فاجتهدي في الإقبال على الله، وأكثري من الدعاء، واسألي الله من فضله، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يجلب لك الأسى والحزن، فإن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل، فتعوذي بالله من شره، واستقبلي حياتك بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد سبحانه وتعالى.
واعلمي بأن الإنسان يستفيد من تجاربه، ولا نريد أن تتذكري وتعودي إلى الوراء، وتندمي وتجلدي ذاتك كما يقال؛ لأن هذا لا يؤثر في الأمر، ولا يغير فيه؛ وإذا كان لك تواصل مع أهل هذا الشاب، فلا مانع من أن يدوم التواصل؛ لأن رفض الشاب لا يعني أن نرفض هذه الأسرة الطيبة.
أنا لا أدري ما هي النفسيات التي رجع بها هذا الشاب، ولكن أعتقد أن الفرص أمامك ستكون بإذن الله مفتوحة، وهذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، وسوف يأتيك الرزق الذي قدره الله في الوقت الذي يريده الله، والذي نطلبه منك ومن بناتنا وأخواتنا، هي أن تظهري ما وهب الله من آداب وأخلاق بين جمهور النساء.
واعلمي بأن لكل واحدة من النساء من يبحث عن أمثالك من إخوانها وأعمامها وأخوالها، أو محارمها؛ ولذلك الفتاة ينبغي لها أن تتمسك بدينها وحجابها وآدابها، وتظهر بين أخواتها ما عندها من أدب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.
وإذا كان في الأهل أيضا من يحاول أن يعود إلى الوراء، فلا تستجيبي له، واعلمي أن هذا الذي حدث بتقدير الله تبارك وتعالى، فأملي خيرا، وأحسني الظن بالله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
نعود ونذكر بالوصف النبوي (فاظفر بذات الدين) للرجل، وكذلك قال للفتاة وأهلها (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه)، فلذلك نتمنى أن يكون هناك استفادة من هذا الدرس الذي حصل، وفعلا الأخلاق مهمة مع الدين، فإذا جاء صاحب الدين وصاحب الأخلاق، فاعلمي أنك لن تجدي إنسانا بلا عيوب، كما أنك لن تكوني بلا نقائص، فنحن رجالا ونساء بشر، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.