السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة من غزة تعرضت للتشرد والدمار بعد فقدان بيتي، وعدد كبير من أفراد عائلتي، وانتقلت من مكان لمكان، وأصبحت عصبية جدا، وأعاني من القلق الشديد، والصيدلي أعطاني حبوب السيبرالكس 5 ملغ، والزاناكس 0.25 ملغ مساء، يوميا لمدة 14 يوما، ثم حبة يوميا، التزمت بالعلاج لمدة 3 أسابيع، وتحسنت -الحمد الله-.
لاحظت مرة أو مرتين وجود كدمات زرقاء ظهرت فجأة واختفت في القدم والذراع، كما لاحظت وجود حكة تشبه قرصة البعوض، ولكن حجمها كبير وتسبب انتفاخا مثل "البقليل"، والأهم أن الدورة تأخرت لمدة أسبوع، وازدادت الشهية لدي وكذلك الوزن.
أخطأت بالأمس وتناولت السيبرالكس، مرة صباحا، ومرة مساء بدلا من الزاناكس، وفترة تناول العلاج 3 أسابيع. حاليا أشعر بالتحسن -بفضل الله- من ناحية العصبية والقلق والتوتر، ولكني قلقة مما قرأت، وبالأخص أني من المفترض أن أخضع لتجربة الإخصاب المجهري قريبا بمساعدة قريبة لي، وأعاني من تكيسات المبايض، فهل يجب إيقاف الدواء؟ وكيف أوقفه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء فلسطين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يحفظ فلسطين وأهل فلسطين، وأن تعودوا إلى دياركم غانمين سالمين -إن شاء الله تعالى-.
أيتها الفاضلة الكريمة: طبعا الظرف الذي مر به أهلنا في فلسطين ظرف ليس بالسهل، لكن هي أفضال الله، -والحمد لله- الصبر والصمود والتوكل أسلحة فعالة جدا، نشاهدها يوميا بين أهلنا في فلسطين، وأسأل الله تعالى أن يعينك وأن يثبتك وأن يقويك.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: نحن لا نرفضها في مثل حالتك هذه، لكن يجب أن لا يكون الاعتماد عليها أبدا، الدواء يساعد استرخائيا، ويساعد في تقليل القلق والتوتر، لكن الصبر، والجلد، والقوة الإيمانية، هي الأسلحة العلاجية الرئيسية في هذه الحالة.
السيبرالكس دواء رائع، ودواء سليم جدا، وليس له آثار جانبية حقيقية، إلا أنه بالفعل قد يفتح الشهية قليلا نحو الطعام، الزاناكس دواء أيضا فعال جدا، لكن يجب استعماله على المدى القصير، لأن التعود عليه وارد جدا، ويفضل أن لا تستمري عليه كثيرا، ولا تتعدي فترة 5 إلى 6 أسابيع بجرعة صغيرة، وهي ربع مليجرام في المساء.
طبقي أيضا تمارين التنفس الاسترخائية، تمارين التنفس المتدرجة، سوف تجدين برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وهذا -إن شاء الله تعالى- سيساعدك كثيرا في تخفيف التوتر النفسي الداخلي.
بالنسبة للآثار التي حدثت لك وهي في موضوع الحكة، والقرصة التي ظهرت، والانتفاخ، ثم اختفاء ذلك؛ لا أعتقد أن له علاقة بعلاجك الدوائي، والقلق والتوتر قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض -الطفح الجلدي وخلافه-، لكن على العموم إذا استمرت الأعراض، أو كانت هنالك أي ظواهر مشابهة يجب أن تذهبي إلى الطبيب، وتقومي بإجراء فحوصات مختبرية، على الأقل الفحوصات الروتينية، مثل: مستوى الدم، ومستوى الصفائح الدموية، ليعرف الإنسان مستوى تجلط الدم، وبقية الفحوصات الأخرى: كوظائف الغدة الدرقية، فيتامين (ب 12)، فيتامين دال، مستوى الدهنيات، حتى يطمئن الإنسان على صحته بصفة عامة.
زيادة الشهية التي تحدث من السيبرالكس تكون دائما في الأسابيع الأولى، بعد ذلك تختفي تدريجيا، إذا اجتهد الإنسان في التحكم في الطعام، وبالنسبة للأدوية التي تستعمل في بعض الأحيان لتخفيض الشهية، هنالك عقار يعرف باسم (ميتفورمين)، وهو مشهور جدا، ويسمى تجاريا (جلوكوفاج)، وهو يستعمل لتنظيم السكر، كما أنه يستعمل أيضا لعلاج تكيسات المبيض، فلا أعرف إن كنت تناولت هذا الدواء أم لا، الجرعة المطلوبة هي من 500 إلى 2000 ملغ من أجل تخفيض الشهية.
بالنسبة للسيبرالكس فهو لا يتعارض مع الحمل، الدواء سليم جدا، ليس هنالك إشكالية أبدا في فترة تكوين الأجنة، وليس له أثر هرموني، لكن طبعا يفضل أن تخفض الجرعة إلى 5 مليجرامات فقط، إذا ربنا قسم لك الحمل، فترة تخليق الأجنة هي 118 يوما، أو نقول 4 أشهر، في هذه الفترة طبعا يفضل أن تكون الجرعة هي الجرعة الصغيرة.
بارك الله فيه، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.