أريد الزواج بأخرى وأخشى أن أجرح زوجتي!

0 12

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج، لدي ولد وبنت، و-الحمد لله- زوجتي صالحة، ولا أرى منها تقصيرا، تعرفت على فتاة أخرى بحكم عملنا في مركز تجاري، وهي تحبني وأنا أشعر بانجذاب لها، لكني علمت أن صديقي وشريكي بالعمل يحبها، وهي لا تحبه.

أريد الزواج منها، ولكني أخاف أن أجرح زوجتي، أو أن أكسر رابط الصداقة والأخوة بيني وبين صديقي الذي يحبها، وأيضا أخاف أن أجرح الفتاة أو أتسبب لها بضرر نفسي؛ حيث إنها تحبني بصدق.

ماذا أفعل؟ أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

لا يخفى على أمثالك أن الحب الشرعي الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع التعاون على البر والتقوى وثوقا وثباتا ورسوخا، وأولى الناس بحب الرجل زوجه الحلال التي لم ير منها تقصيرا.

احمد الله تبارك وتعالى على ما وفقك، واحرص على أن تؤسس حياتك، وتستمر فيها على الطاعة، وعلى ما يرضي الله تبارك وتعالى، والفتاة المذكورة إذا أردتها فينبغي أن يكون هذا الحب بعد المجيء للبيوت من أبوابها عند أهلها، أما أن تتوسع العلاقة والمشاعر دون أن يكون هناك رباط شرعي رسمي؛ فهذا ما لا يقبل من الناحية الشرعية، وعليك الآن إما أن تتقدم بالطريقة الصحيحة أو تتأخر.

إذا كنت تخشى من مآلات وعواقب الارتباط بالفتاة المذكورة، سواء على صعيد استقرار بيتك الأول، أو على صعيد علاقتك بالأخ المذكور، أو من الخوف من تأثير ذلك على بيئة العمل، فنعتقد أن في النساء غيرها الكثير، ولكن أنت صاحب القرار.

وندعوك إلى أن تفكر بعقلانية وليس بعاطفة، فما الذي يدعوك للزواج خاصة وأنك تصف زوجتك بأنها صالحة، ولم تر منها تقصيرا؟ نذكر لك هذا؛ لأن كثيرا مثلك استعجلوا في مثل هذا القرار ثم ندموا.

أنت أدرى بنفسك وبحاجتك للتعدد؛ لذلك أعد التفكير في هذا الموضوع، وضع النقاط على الحروف، خاصة وأنك لم تذكر رغبتك في التعدد بشكل عام، وإنما أبديت إعجابك بهذه الفتاة وانجذابك إليها، وهي أبدت حبها لك، فهل كل من وقع انجذاب في القلب لها تزوجناها؟!

الأمور لا تبنى على هذا -أخي الكريم- ولا تنس أن الشيطان له طرق ومكائد في إغواء بني آدم، ففي البداية معك حصل تعارف على هذه الفتاة، مع أنك كنت في غنى عن هذا فأنت متزوج ومستقر أسريا مع زوجتك الصالحة، ثم الآن أصبحت مهموما تفكر في حب هذه الفتاة، وتنازعك نفسك في موضوع صديقك والذي هو الآخر يحبها.

على الجانب الآخر زوجتك التي لم تر منها تقصيرا تخشى أن تجرح قلبها؛ لأجل ذلك -أخي- طلبنا منك أن تعيد التفكير مرة أخرى في الذي يدفعك للزواج، وأيضا الابتعاد عن العلاقات والتعارف على البنات؛ فكم فتح على الناس من أبواب شر! وكم أفسد من طمأنينة أسر كانت مستقرة!

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب بالحلال، وأن يغفر الزلات والذنوب.

مواد ذات صلة

الاستشارات