أخبرت أهلي بنيتي ارتداء الحجاب فمدحوني، فهل فعلي رياء؟

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كانت لي نية في الالتزام بالحجاب الشرعي، فعقدت العزم على ارتدائه ابتغاء رضوان الله، وقمت بشراء اللباس بدون علم أحد من العائلة، وبعد الشراء أخبرت أمي وأخواتي بنيتي تلك، وتعجبت من مدحهم لي، كما أن لي أخا أعلم أنه يحب التزامي، فأخبرته، ففرح من أجلي، ومدحني، ولكن سرعان ما أخذني الندم والحسرة على هذه الخطوة، وودت لو أني لم أفعلها، فهل حبط عملي؟ وهل ما فعلته يعد رياء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kadija حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونهنئك بفضل الله تعالى عليك، وما تكرم به عليك وأنعم به عليك من حب الحجاب، والرغبة فيه، ثم امتثال ذلك بالفعل، وقيامك بارتداء الحجاب الشرعي، فهذا فضل من الله تعالى عظيم وهداية، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

وأما الرياء فنحن نوصيك بأن تجاهدي نفسك بقدر استطاعتك على إخلاص عملك لله تعالى؛ فإن العمل لا ينفع إلا إذا كان خالصا وموافقا لشرع الله تعالى، ولا يخفى عليك هذا الأمر، ولكن في الوقت ذاته ينبغي أن تحذري -ابنتنا العزيزة- من محاولات الشيطان ومكره ليصدك عن الطاعات بمثل هذه الحجج الواهية، أنك لم تفعليها إخلاصا لله تعالى، وإنما كان الباعث الرياء، ونحو ذلك، فهذه حيل شيطانية، ومكر خبيث، يريد الشيطان من خلاله أن يصدك عن الطاعات، فجاهدي نفسك لإخلاص العمل لله تعالى، وتوكلي على الله.

وتأنيب ضميرك لك دليل على وجود الإخلاص، وعلى أنك تريدين وجه الله تعالى، ومجرد أن يفرح الإنسان بثناء الناس عليه، ومدحهم بعمله لا يعني أنه وقع في الرياء؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بما يفرح الإنسان المسلم، ويسر خاطره في هذا الجانب، فقد روى الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه عن أبي ذر قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (تلك عاجل بشرى المؤمن).

فهذا الحديث يفيد أن مدح الناس الإنسان على عمله الصالح، وفرحه بذلك من الخير الذي يعجله الله تعالى للإنسان، وفيه دلالة وإشارة إلى أن الله تعالى يدخر له أيضا خيرا كثيرا عنده، فلا ينبغي أبدا أن تخافي من هذا، واحذري أن يتخذ الشيطان ذلك ذريعة ليصدك عن فعل الطاعات والقربات.

نسأل الله تعالى أن يوفقك، ويزيدك هدى وصلاحا، وعلى فرض أن الإنسان وقع في شيء من الرياء، فإن التوبة يمحو الله تعالى بها الذنب الذي تاب صاحبه منه، مهما كان ذلك الذنب، ومهما عظم، فإن الله تعالى قال في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

نسأل الله تعالى أن يوفقه لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات