قصتي مع الخوف والهلع أثناء الصلاة، كيف أتغلب عليها؟

0 9

السؤال

السلام عليكم

مرة سمعت قصة عن قريب لي أصيب بمس، وأثناء الليل حدث لي خوف وقلق، مع إحساس أنه أصابني شيء، فقمت برقية نفسي، وما زال الخوف ملازما لي، حتى مرة سمعت قصة مس حدثت لشخص في المسجد، وأنا في الصلاة أصابتني نوبة هلع في صلاة التراويح، أكملت ركعة وخرجت. منذ تلك الليلة وأنا لا أصلي صلاة تامة إلا نادرا، ابتعدت عن المسجد ثم رجعت إليه، إلا أني دائما أصلي متأخرا وينتابني الخوف لمدة 25 سنة، مع خوف من الاجتماعات.

هل من حل؟ مع أني أخذت دورات علاج نفسي، وللعلم: أنني في صغري كنت شديد الخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

من الواضح أنك شديد الحساسية، حيث إنك تتأثر لسماع قصة أو حدث مع شخص آخر، وربما هذا الخوف أيضا له علاقة بما كنت تعاني منه في طفولتك، من الخوف الشديد كما ورد في سؤالك.

لذلك أخي الفاضل: إن الحساسية الزائدة، والخوف في الطفولة، يمكن أن يفسرا ما تعرضت له، أو ما زلت تتعرض له من الشعور بالخوف والقلق، وخاصة عند سماع بعض الأحداث التي تحصل للآخرين، لا شك أن هذا الأمر مقلق لك، حيث إنه بدأ يؤثر على حياتك، يؤثر على نمط حياتك، مما أثر أيضا على صلاتك، وطبيعة حضورك للمسجد.

لذلك لا بد من محاولة علاج هذا الخوف، وقد ذكرت أنك أخذت دورات في العلاج النفسي، كنت أتمنى لو شرحت لنا طبيعة هذه الدورات، ما طبيعتها ومدتها؟ وكيف كانت النتائج؟ ولكن كونك كتبت إلينا بهذا السؤال، بعد أخذ هذه الدورات -دورات العلاج النفسي-، يبدو أنك لم تستفد منها بالشكل الكافي، ولذلك أمامك هنا ثلاثة خيارات:

الخيار الأول: أن تحاول التكيف مع مثل هذه القصص، وتحاول أن تشتت ذهنك عن تفاصيل هذه القصص التي تخيفك، وتحاول أيضا أن تتكيف معها من دون علاج، وإنما بمواجهتها، وأن تذكر نفسك أنها مجرد مخاوف، لن تسبب لك الأذى الجسدي أو البدني.

الخيار الثاني: أن تلجأ إلى أحد الأطباء النفسيين؛ أولا ليقوم بتقييم الحالة النفسية، ثم يضع التشخيص، ويصف لك الخطة العلاجية الدوائية.

الخيار الثالث: أن تراجع أحد الأخصائيين النفسيين، أو الاستشاريين النفسيين، ممن لا يصف الأدوية، وإنما يعطيك بعض الجلسات، جلسات العلاج النفسي، ولكن بطبيعة محددة، وهو العلاج المعرفي السلوكي، والذي يستطيع المعالجة لهذا الأمر من خلال الحديث معك، التعرف إلى طبيعة نشأتك وتربيتك، وطبيعة الأفكار التلقائية، أو الأوتوماتيكية -كما نسميها أحيانا- والتي تأتي إلى ذهنك عندما تسمع مثل هذه القصص، ويعمل معك على تغيير هذه الأفكار التلقائية السلبية، ليحولها إلى أفكار إيجابية، وبالتالي يتغير موقفك من مثل هذه الأحداث.

أرجو أن تفكر في ما ذكرت لك، وتحاول بالطريقة الأولى، ثم إن لم تنجح فيها بالقدر الكافي أن تفكر بالاحتمال الثاني أو الثالث.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.

مواد ذات صلة

الاستشارات