رغم ذكائي إلا أن التشتت ونقص التركيز يحاصرني، فما الحل؟

0 10

السؤال

أنا مهندسة عمري 42 عاما، معروفة بذكائي وسرعة بديهتي منذ صغري، وتفوقي في عملي بشهادة الجميع والحمد لله، دائما ما أفكر بسبب انشغالي بالعمل حتى في المنزل مع مسئوليات زوجي وبناتي في مراحلهم التعليمية الأولى.

بمعنى أن عقلي لا يتوقف فعليا طوال 24 ساعة.

أشعر في السنوات القليلة الأخيرة بمشكلة النسيان، وهو أمر معتاد يعاني منه كثير من الناس باعتباره مرض العصر، لكن المشكلة التي أعاني منها تختلف عن النسيان العادي؛ يمكن وصفها بـ "اللخبطة" أو بمعنى التشتت.

مرة بينما كنت أحضر اللانش بوكس لبناتي (علبة الغذاء)، أمسكت بكيسين من الساندويتشات في يدي ووضعت أمامي علبتي غذاء مختلفتين في اللون، وأعرف أن كل لون خاص ببنت معينة وكذلك كل كيس، رغم ذلك، وقفت ولم أعرف ماذا أفعل، ولو كنت قد نسيت واستبدلت كيسا بآخر لكان الموقف مر وانتهى، لكن ما حدث معي هو تشتت، كأنني لم أكن أعرف كيف أتصرف بالأشياء التي أمامي، جلست قليلا لأركز وأفكر في كيفية التصرف.

هذا بجانب نقص تركيزي في تحضير الحقائب المدرسية لبناتي، وأحيانا في إنجاز عملي؛ حيث أنسى ما فعلت، أحيانا أعمل على موضوع معين، وأثناء العمل أتذكر أنني قمت بهذه الخطوات من قبل، أعتذر أني لم أستطع وصف حالتي بدقة، لكنني متأكدة أنه تشتت ونقص في التركيز والقدرات الذهنية، وليس مجرد نسيان.

أمارس أحيانا حسب وقتي بعض الألعاب الذهنية والحسابية على الموبايل، ولم أشعر بوجود نقص في قدرتي على تأديتها، بحكم عملي، أحفظ العديد من الأرقام والحسابات وكلمات المرور للعديد من السيرفرات والأجهزة، وهذا لم يتأثر سوى بنسبة بسيطة بالنسبة لكلمات المرور التي لا أستخدمها باستمرار.

أنا لا أتعاطى أي أدوية لأي أمراض، ولا يوجد في العائلة تاريخ مرضي مشابه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sss حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا مجددا بهذا السؤال.

اسمحي لي -أختي الفاضلة- أن أقول لك: إنه من الواضح أنك زوجة ناجحة وأم ناجحة، وكذلك أنت مهندسة ناجحة -بإذن الله عز وجل- وقد اطلعت على سؤالك هذا، وسؤاليك السابقين اللذين أجابك عليهما الدكتور الفاضل محمد عبد العليم، بارك الله فيه.

أختي الفاضلة: إن ما ذكرت في هذا السؤال لا أعتبره حالة من النسيان، وإنما حالة كما ذكرتها ربما باللهجة العامية المصرية (اللخبطة)، إنما هي عبارة عن حالة من التشوش المؤقت؛ حيث فجأة لا يدري الإنسان ماذا يفعل، أو ماذا عليه أن يفعل؟ كما وصفت عندما كنت تحضرين سندويتشات بناتك -حفظهن الله-.

أختي الفاضلة: لا أعتقد أن هذا مرضا أو اضطرابا نفسيا يحتاج إلى المتابعة أو العلاج، وربما هو عارض بسبب الظروف التي تعيشينها، ومنها ربما شيء من التعب البدني، أو حتى التعب النفسي، وقد فهمت من سؤال سابق لك أن زوجك يعاني من حالة من الاكتئاب، ولا يرغب في الخروج من البيت، فلا شك أن هذا يضع عبئا عليك، وكما ذكرت أنك بالإضافة إلى عملك تقومين برعاية زوجك وبناتك -حفظهم الله جميعا لكم-.

أختي الفاضلة: من خلال ما ورد في سؤالك لا أرى أنك في حاجة إلى أن تراجعي العيادة النفسية، وإنما أن تعيدي النظر في نمط حياتك، فمع كثرة انشغالاتك لا بد أن يكون لك هناك وقت خاص بك، تقومين فيه بأعمال تساعدك على الاسترخاء، وتخفيف التوتر والقلق الذي مصدره إما العمل، أو البيت، أو الحياة الزوجية، أو البنات، أو كلها معا، وربما غيرها لم تذكريه في السؤال، وعندما أقول مراجعة نمط حياتك اليومي أؤكد على أربعة أمور:
- الأمر الأول: النوم المناسب المريح.
- ثانيا: التغذية الصحية المتوازنة.
- ثالثا: النشاط البدني، وأقله المشي، بالإضافة إلى بعض الهوايات التي تفضلينها.

وأخيرا -وليس آخرا-: لحظات من التركيز في صلاتك، وتلاوة القرآن، فكل هذا يمكن أن يساعدك على الاسترخاء: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

فإذا -أختي الفاضلة- أطمئنك أن ما وصفته ليس بحالة مرضية، وإنما هي ردة فعل لنمط الحياة، وبعض التوتر والقلق، وربما التعب.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويتم عليك تمام الصحة والعافية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات