أشعر بالضغط والاكتئاب وقلة التركيز..فما علاج حالتي؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصاب بالقلق أيام الامتحانات، ثم يذهب بعد الانتهاء منها، ولكني كنت أؤجل الاختبار لأكثر من مرة؛ بسبب القلق!

أنا في كلية عملية تحتاج مني المذاكرة باستمرار، وحضور لبعض الأقسام، ومع كل هذا أشعر بضغط نفسي كبير، قال لي أبي: لا بد أن تذهب لطبيب، وذهبت لطبيب منذ 10 سنوات، وصف لي دواء (zyprexa)، و (mirtimash)، واستمررت مع هذا الطبيب لأربع سنوات، في خلال هذه السنوات أخذت كمية كبيرة من الـ (antidepressants)، وفي أحد الأيام أصبت بحالة (mania)، أحسست أني سعيد جدا، ولدي طاقة كبيرة، وأتحدث كثيرا وباستمرار، وأنتهي من موضوع وأدخل في آخر، وأصرف أموالا كثيرة، وتفكيري مشتت، وأعظم مشكلة أجد لها حلا.

استمر هذا الحال مدة أسبوعين، ثم دخلت بعدها للمستشفى، وكان هذا في 2017م، وبعدها أصبحت أصاب بحالات اكتئاب شديدة.

حاليا أمر بحالة اكتئاب، لم أعد أذهب للكلية، وليس لدي أي طاقة لعمل أي شيء، وفقدت الشغف تجاه أي شيء، حاليا أتناول (psychopram 20)، وتيجريتول 600، وحقنة invega) 100) كل شهر.

أنا متعب منذ 10 سنوات، وأصبت بالـ (mania) أربع مرات، وفي غالب الوقت يكون لدي شعور بالضغط (depressed)، دراستي صعبة جدا، ومع أقل ضغط أشعر بالتعب الشديد، ولا أعرف كيف أواجه الناس، مع قلة في التركيز.

الأعراض التي أعاني منها حاليا هي: عزلة، وخوف شديد من مواجهة الناس، وعدم تركيز، فماذا على أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

حقيقة أنا تدارست حالتك بكل دقة، هنالك مؤشرات تشير على أنك تعاني مما يمكن أن يعتبر نوعا من الاضطراب الوجداني، ربما تكون هنالك ثنائية قطبية، وأنا أريدك أن تناقش موضوع التشخيص بكل صراحة مع طبيبك، هذا من حقك -أيها الفاضل الكريم-.

ولا بد أن تعرف مسماك التشخيصي، أنت رجل -الحمد لله- لديك المعرفة، ولديك الاطلاع، ومن حقك أن تعرف كل التفاصيل عن حالتك؛ لأن ذلك سوف يساعدك كثيرا في الالتزام بالبرامج العلاجية.

جزى الله الطبيب خيرا أن أعطاك إبرة الانفيجا 100 مليجرام كل شهر، والانفيجا طبعا مسماها العلمي باليبرادون، وهي من المستحدثات الطبية الممتازة لتثبيت المزاج بصورة واضحة، والتي تساعد في علاج الاكتئاب، لكن تساعد بصورة أكثر فعالية في علاج الهوس أو المينيا، كما أن الانفيجا دواء فعال جدا لعلاج أي اضطرابات في الأفكار أو هلاوس إن ظهرت في أي وقت، فهذا دواء رائع جدا، أريدك أن تلتزم به شهريا، وبالمناسبة الآن، توجد أيضا إبرة يمكن أن تعطى كل ثلاثة أشهر من الانفيجا.

أنت الآن تعيش في مزاج اكتئابي، وحقيقة ربما يكون استبدال التيجراتول بعقار لاميكتال والذي يعرف باسم لامتراجين، قد يكون هذا أفضل، لكن طبعا لا تقدم على هذه الخطوة أبدا، القرار النهائي سوف يكون بيد طبيبك، أنا أقدم لك مجرد اقتراحات، ولماذا لامتراجين؟ لامتراجين يساعد في تثبيت المزاج، خاصة أن يكون القطب الاكتئابي قويا، أما التيجراتول فدواء ممتاز لتثبيت المزاج، حين يكون القطب الهوسي قويا.

وبصفة عامة استعمال مضادات الاكئتاب ليس مستحسنا في هذه الحالات، إنما عقار مثل الانفيجا محدد لمثبتات المزاج، واللامتراجين، أعتقد أن ذلك سوف يكون جيدا ويخرجك -إن شاء الله تعالى- من الحالة الاكتئابية تحديدا.

ويا أيها الفاضل الكريم، طبعا أنت تحتاج أن ترعى نفسك رعاية خاصة جدا، أولا: يجب أن تتجنب السهر، السهر ليس جيدا معك أبدا، يؤدي إلى اضطراب في كيمياء الدماغ، يؤدي إلى بروز الأعراض الاكتئابية وخلافه، فنم مبكرا؛ لأن النوم المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، وأيضا أنصحك بممارسة الرياضة، نعم الرياضة بانتظام أيضا تؤدي إلى تنشيط كبير في حركة التركيز عند الإنسان.

وكذلك القراءة بعمق، وأن تقرأ في فترة الصباح، حين تنام مبكرا، وتستيقظ مبكرا وتصلي صلاة الفجر، بعد ذلك هنالك إمكانية أن تقرأ، أن تذاكر لمدة ساعة مثلا قبل الذهاب إلى المرفق الجامعي، هذه كلها مفيدة جدا، وتنظيم الوقت أيضا أحد الغايات الضرورية في مثل حالتك، وأنا أثق تماما أنك -إن شاء الله تعالى- يمكن أن تعيش حياة طبيعية جدا، وتركز في دراستك في صورة أفضل إذا اتبعت هذا المنهج الذي ذكرته لك.

وعليك بمتابعة موضوع الضغط والانفعالات، فهو يأتي من الاحتقانات النفسية، وعدم ممارسة الرياضة، وعدم تنظيم الوقت، والتفكير السلبي؛ هذا كله يؤدي إلى الضغط، فحاول أن تتجنب ذلك، وكن إيجابيا دائما في أفكارك ومشاعرك وأفعالك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات