السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب تخرجت من الثانوية منذ سنة، ودخلت كلية الهندسة الكهربائية لكنها لم تعجبني، فأصبت بحالة قلق وتوتر حتى أنني عندما كنت أتناول طعام الإفطار أستفرغه، وأظل دائم التفكير حتى نقص وزني 10 كيلو غرامات خلال شهر.

كنت أستيقظ يوم العطلة الساعة الثامنة والنصف، وبعدما دخلت الكلية أصبحت أستيقظ في الساعة الخامسة مستوحشا وأفكر بالكلية.

أحب مجال التدريس، فقررت أن أغير التخصص إلى الرياضيات، ولكن والدي وأقاربي رفضوا، فغيرت إلى الهندسة الزراعية، ولم أبق فيها إلا 20 يوما، فقررت أن أعيد الثانوية، فوافق والدي، أعدت الثانوية، ودخلت كلية الهندسة المعمارية، ولكن رافقتني نفس الحالة التي كنت فيها عندما دخلت الهندسة الكهربائية.

أريد أن أغير إلى دراسة الرياضيات؛ لأنني أحب هذا التخصص ومجال عمله هو التدريس، لكن الجميع يرفض ويقولون إنني (مخبول)؛ لأنني أريد التغيير من هندسة إلى تدريس.

أنا متضايق جدا ولا أعلم ماذا أفعل، فأطلب استشارتكم وأعتبر نفسي ولدا يطلب من أبيه.

أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بني عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: يبدو أن المشكلة من خلال قراءة سؤالك ليست في الفرع الذي تدخل إليه، وإنما ربما له علاقة بجو الجامعة ومعاناتك من شيء من الرهاب الاجتماعي -إن صح لي أن أقول هذا- حيث إنك تجد قلقا مسبقا قبل أن تذهب، فصباح يوم الدوام تستيقظ مبكرا جدا، وأنت قلق على ما سيواجهك في ذلك اليوم.

حصل معك هذا في كلية الهندسة الكهربائية، وكلية الزراعة، وربما سيحصل معك في كليات أخرى، فأرجو أن تفكر في هذا، هل هو بسبب فرع الدراسة، أم الجو الجامعي بما فيه من نقلة كبيرة بين الثانوية وبين الجو الجامعي، بما فيه وعليه؟ هذا من جانب.

ومن جانب آخر: أنا أنصحك بأن تدخل في الفرع الذي تتطلع إليه، فإذا كنت ترغب في الرياضيات لسبب وجيه تشعر به؛ فنعما هي، وحاول أن تقنع أهلك بهذا، وأيضا يفيدك أن تتحدث مع أحد من طلاب فرع الرياضيات، فلعله يوضح لك بعض الأمور مما يسهل عليك اتخاذ القرار المناسب.

فإذا -أخي الفاضل- خلاصة جوابي: الأمر الأول: هل هو فرع الدراسة الذي يشغل بالك؟ أم هو الجو الجامعي؟ فإذا كان الجو الجامعي، فإذا ستشعر ببعض ما تشعر به، على الأقل في البداية، سواء كانت الهندسة الكهربائية أو الزراعية أو الرياضيات أو غيرها.

على فكرة: لا شك أن مهنة التدريس وبناء الأجيال الجديدة أمر طيب، هذا إن كانت هي رغبتك الأساسية.

وعندما تبدأ الجامعة في أي فرع كان، فاحرص على عدم التجنب والهروب إلى فرع آخر، وإنما الاستمرار فيما أنت عليه حتى تتكيف وتعتاد على هذا الجو الذي أنت فيه.

داعيا الله تعالى لك بتمام التوفيق والتفوق والنجاح.