كيف أجد زوجة يجتمع فيها حسن الخلق والجمال؟

0 3

السؤال

السلام عليكم

منذ مدة كنت أرغب في الزواج بشدة، وكنت أدعو ربي كثيرا لسنوات عديدة أن يرزقني الزوجة الصالحة، وبدأت بالعمل، وجمع المال لهذا الأمر، وفي أوقات عملت في ثلاث وظائف في نفس الوقت، و-الحمد لله- ربي رزقني، وصرت مقتدرا على الزواج، ولكن للأسف لم أعثر على زوجة.

طلبت من أهلي البحث لي عن زوجة منذ ثلاث سنوات، و-للأسف- لم يجدوا حتى فتاة واحدة لأقابلها، وهذا غالبا لأنهم لم يبحثوا أصلا.

بحثت في عملي، ولكن في العمل وجدت الجمال، ولكني لم أجد الأخلاق، فمعظم البنات الآن تمازح، وتضحك مع زملائها، وأنا أرغب في فتاة محافظة.

سجلت لدراسة الماجستير، ولم تكن رغبتي التطور الوظيفي، بل كانت رغبتي العثور على زوجة صالحة، وفي زميلاتي إما أن أجد الجمال فقط أو الأخلاق فقط، ولم أجدهما معا، ولا أرغب في الزواج من فتاة ذات أخلاق بدون جمال.

أعلم أن كلامي قد يبدو سيئا، ولكني أريد زوجة يسرني أن أكون معها، واليوم بلغت 27 سنة، والله يعلم كم كان جهاد نفسي صعبا في السنوات الماضية، فنحن في زمن كثر فيه الحرام، والحفاظ على النفس صار صعبا جدا، وقد بلغت حدي وأخشى على نفسي من فعل الحرام، ولا أعتقد أن في نفسي القدرة على الصبر أكثر من هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله أن يعينك على هذا السعي المبارك في إعفاف نفسك، فقد جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف) رواه الترمذي.

أحسنت في اجتهادك بالبحث عن صاحبة الدين والأخلاق أولا، قبل أي شيء آخر، وذلك هو توجيه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري ومسلم.

أخي الفاضل، لا شك أن سعيك الحثيث للبحث عن زوجة تجمع بين الأخلاق والدين والجمال ليس بالأمر اليسير، ويحتاج إلى اجتهاد لتحقيق التوازن النفسي في حياتك، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته) رواه أبو داود.

حرص الرجل على الجمال ليس عيبا أو منقصة في دينه، فهذا من الفطرة، ومع ذلك، ينبغي أن تسدد وتقارب، فكلما ارتفعت المعايير، قلت الخيارات المتاحة، فالتوسط من كل شيء يكون فيه البركة -بعون الله-، ولا تنس أن هذه المرأة ستعيش معك، وستتعلم منك الكثير من القيم والمهارات التي تتناسب مع ما تحب وترغب، ثم إن هناك فترة خطبة يمكن أن تعرف مدى تقبلها للتعلم، والتوافق بينكما.

لذلك -أخي الفاضل- لا ترفع سقف متطلباتك بشكل مبالغ فيه، حتى لا تجد نفسك عاجزا عن الحصول على زوجة، خاصة في ظل معاناتك من الفتن والشهوات في هذا الزمن، فيمكن الاكتفاء بفتاة متدينة، ملتزمة بأسس الدين، وتحافظ على طاعة الله في نفسها وزوجها وبيتها، وبها ما هو مقبول من الجمال، وإن تيسر لك ما هو أعلى من ذلك في الجمال، فهو فضل من الله، لكن الأهم هو إعفاف نفسك في ظل هذه الشهوات، وحاجتك الماسة لذلك، وفي نفس الوقت قدرتك على الزواج، فمع القدرة عليه يجعل الزواج واجبا في حقك.

كما ينبغي أن تعلم أن من الممكن أن تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي، وثقافة وسائل الإعلام اليوم إلى رفع معايير الجمال لدى الشخص، حتى يجد نفسه غير مقتنع بالخيارات المتاحة أمامه مهما كانت، فكن حكيما في هذا الأمر، ومتوازنا عند الاختيار.

أخي الكريم: تذكر أنه قد تكون المرأة متدينة وجميلة، لكنها تفتقر إلى مهارات إدارة العلاقة الزوجية، أو لا تمتلك حس المسؤولية، فالله تعالى وزع القدرات بين عباده، فإن حرم أحدا من شيء، منحه أشياء أخرى، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) رواه مسلم.

لا يوجد الكمال في أي شيء مطلقا، ولا بد أن تجد نقصا أو قصورا في بعض الأمور، فالسعي وراء الكمال صعب وغير مجد، لذا عليك أن ترضى بالممكن والمتاح الذي يحقق لك أقصى درجات الرضا.

الأهم هو أن تكون في تفاهم واتفاق وانسجام عقلي وروحي مع الطرف الآخر، فقد تجد ما تريد من الشكل والأخلاق، لكن إذا انعدم الانسجام العاطفي والعقلي، يحدث التنافر وعدم الاستقرار.

استخر الله، وأكثر من الدعاء والتضرع لله تعالى أن يعينك على الحصول على زوجة صالحة، واطرق الأبواب الممكنة من سؤال أهل الدين والفضل، واجعل أهم معاييرك الدين والأخلاق كأساس أول، والجمال يأتي بعد ذلك بما يحقق لك القبول والرضا.

نسأل الله أن يوفقك للخير ويدلك عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات