أشعر بالحزن والفراغ وأجهل أسباب ذلك.. أفيدوني!

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنوات وأنا أشعر بفراغ داخلي، لا أملك مشاعر تجاه الآخرين، وأشعر أني أعيش في هذه الحياة بلا سبب، وليس لدي أحلام وأهداف، وأشعر بالخزي والعار تجاه نفسي، وأني مذنب وكاره لنفسي، فأنا كثير التفكير والقلق والوسواس، ودائما تأتيني مشاعر الخوف والهلع بلا سبب، وتدفعني للبكاء والبحث عن الأمان.

أعاني من قلة النوم، أو النوم المتقطع والأرق، وانقطاع النفس أثناء النوم، كنت أستيقظ كل 1-4 ساعات، ولكني أعود للنوم، ولا تتجاوز ساعات نومي 7 ساعات، وتكون متقطعة، مؤخرا أصبحت عندما أستيقظ لا أستطيع العودة للنوم، وهذا يقلقني ويرعبني كثيرا.

علما fأني متفوق في الجانب الدراسي منذ صغري، وتخرجت هذه السنة، وحصلت على نسبة 99%.

في الجانب الديني: أنا محافظ على صلاتي في المسجد، وأصلي السنن الرواتب جميعها، وأقرأ أذكار الصباح والمساء، وأقوم الليل، وأصوم كثيرا، وأختم القرآن كل 7-14 يوما، وأستغفر وأتجنب الذنوب ما استطعت، لكني ما زلت أشعر بالفراغ،

ملاحظة: أنا لا أملك المال لشراء العلاج، فضلا عن الذهاب إلى طبيب نفسي، أحيانا أقول: إن أفضل حل هو الموت حتى أرتاح، فأنا بكل صراحة تعبت من مشاعر الفراغ والوساوس، وخاصة القلق والخوف.

أريد البكاء كثيرا، وأريد الأمان والطمأنينة، أتمنى منكم مساعدتي لأني حقا أتمنى الموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، الذي آلمني حقيقة، آلمني ما تعاني منه، مما شرحته بشكل جيد: أنك تشعر بالفراغ الداخلي، ولا تملك مشاعر تجاه الآخرين، وكأنك تعيش بلا هدف في هذه الحياة.

أخي الفاضل: الحمد لله تعالى أنك ملتزم بالصلاة، محافظ عليها وعلى السنن، فهذا أمر طيب، وأحمد الله تعالى على أنك موفق في دراستك، وبارك الله لك تخرجك بهذه النسبة العالية جدا، فهذا يدل على أنك شاب لك بإذن -الله عز وجل- مستقبل في أن تنفع نفسك، وأسرتك، والمجتمع.

أن يعيش الإنسان عبدا لله، ولمنفعة وإفادة الآخرين، هذا يعطينا هدفا كبيرا في الحياة، كهؤلاء الإخوة القائمين على هذا الموقع، هدفهم القرب من -الله عز وجل-، ومد يد العون للناس، ومنهم أنت؛ طمعا في الثواب، وفي إفادتك بما ينفع.

أخي الفاضل: ما ذكرته وخاصة ما تشعر به أصبح مؤثرا على حياتك، وبدأت تفكر بالموت، وتتمنى الموت -لا قدر الله-، فهذه الحياة نعمة من -الله عز وجل-، وهي أمانة أعطانا الله إياها، وهو يأخذها في وقتها، فلا تحتاج مني أن أذكرك بهذا، ولكن طالما وصل الأمر إلى هذا الحد، فهنا لا بد من دور الطبيب النفسي المختص.

تقول إنك تجد صعوبة مالية في الذهاب إلى الطبيب أو شراء العلاج، أذكرك أن في بلدك لديكم عيادات تابعة لوزارة الصحة، والأصل أن هذه العيادات مجانية تقدم لك الرعاية النفسية، من تقييم وتشخيص وعلاج للحالة، فأرجو أن لا تتردد أو تتأخر في أخذ موعد مع إحدى هذه العيادات في مدينتك التي تعيش فيها، وإذا صعب عليك كل ذلك، فأنا أنصحك ولو مرة واحدة بأن تذهب إلى العيادة الخاصة (عيادة طبيب نفسي)، على الأقل للمرة الأولى ليقوم بالتقييم، ووضع التشخيص، ووصف الدواء.

وإن كنت أعتقد أنه بإمكانك أن تذهب إلى المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة عندكم، وهي تحاول منذ مدة أن تقوي خدمات الصحة النفسية، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء".

اللجوء إلى الدواء هو استجابة لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وتوجيهه، وهذا الحديث يأمرنا بالتداوي، والأمراض النفسية هي كالأمراض البدنية لها أسباب، لها أعراض، لها تشخيص، لها علاج، فلذلك أعيد فأقول: أرجو أن لا تتردد أو تتأخر في زيارة العيادة النفسية، لنعرف هل عندك مرض نفسي يحتاج إلى علاج؟ أم هو أمر آخر يتعلق بالتنشئة وطبيعة الأفكار التي تحملها، والتي جعلتك تشعر بهذا الفراغ التي وصفته بشكل جيد في سؤالك.

ولمزيد من الفائدة راجع هذه الروابط: (234086 - 2349095 - 2161502 - 2269817 - 2117098 - 278495 - 2110600).

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات