أشعر بنوع من التبلد والبطء في الفهم والتصرف، فما العلاج؟

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ 5 سنوات وأنا أعاني من مشكلة لا أعرف ماهيتها، لكن يمكن وصفها بالآتي:

أشعر أن الواقع يبدو غريبا علي، ليس كما اعتدت عليه من قبل، وكأني داخل حلم، وليس لدي وضوح في ذهني، وأشعر أن أداء عقلي أصبح منخفضا معظم الوقت، وليس لديه الطاقة للتفكير بسرعة، أو حل المشكلات البسيطة، وكثيرا ما أقع في مواقف محرجة، وأشعر بالغباء؛ لأني لم أستطع التصرف بسرعة في بعض المواقف!

أشعر بالصفاء الذهني وسرعة البديهة في بعض الأحيان، لكن لفترة قصيرة جدا لعشر إلى 20 دقيقة كل عدة أسابيع، وأحيانا لعدة أشهر.

أحيانا يكون لدي ضعف في التركيز، وأرتكب العديد من الأخطاء، وفي بعض الأوقات أدخل في دوامة من التفكير المفرط، أو اجترار الماضي، أو القلق من المستقبل.

جربت العديد من الحلول؛ من ممارسة الرياضة، وأخذ حبوب أوميغا 3، وفيتامينات B12، ولم أحصل على نتيجة، ولم تتحسن حالتي!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ميسرة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم -أخي الفاضل-، يمكن لبعض الشباب أن يعانوا مما تعاني منه، حيث تشعر أحيانا وكأنك غريب عن واقعك الذي اعتدت عليه، وأحيانا تشعر بضعف التركيز وضعف الحضور الذهني، مما قد يوقعك أحيانا في مواقف محرجة، كل هذا مع أنك أحيانا -كما تقول- تشعر بالصفاء الذهني وسرعة البديهة، إلا أن هذا لا يطول كثيرا.

أخي الفاضل: جيد أنك حاولت ممارسة بعض الأمور الصحية، كالنشاط الرياضي، وحبوب الأوميجا، والفيتامين b12، إلا أنك لم تحصل على النتيجة التي تتمنى.

أخي الفاضل: نعمتان أنعم الله تعالى بهما علينا، قد نعاني أحيانا من سوء استخدام هاتين النعمتين.

- النعمة الأولى: القدرة على التذكر لأمور حصلت قبل أشهر أو سنوات، فنجد كثيرا من الناس في حزن لأمور حصلت في الماضي، مع أنها أصبحت تاريخا، وفي الغالب قد لا تتكرر.

- النعمة الأخرى: القدرة على التفكير في المستقبل، أو كما يقال: استشراف المستقبل، فنجد عددا كبيرا من الناس في قلق لأمور مستقبلية، قد تحصل وقد لا تحصل.

لذلك لا بد -أخي الفاضل- من حسن التعامل مع القدرة على التذكر، ومن القدرة على التفكير في المستقبل، بحيث نوازن بينهما، ونعيش اللحظة التي نحن فيها، نستفيد من تجارب الماضي، ونتخذ الإجراءات المناسبة، لوقاية أنفسنا من أمور مستقبلية.

أخي الفاضل: تكرر عند الشباب ما ذكرته في سؤالك، ومن تجربتي أن كثيرا من هؤلاء الشباب ينغمسون بشكل كبير في الحياة الافتراضية، من وسائل التواصل بتطبيقاتها المختلفة: (الانستجرام، وفيس بوك والإكس، وسناب شات وغيرها)، وهذا ربما قد يكون سبب ما تعاني منه، وإن كنت لم تعطنا مؤشرا على هذا، ولكني أفترض؛ لأن المعتاد عند الشباب أن يقضوا الوقت الطويل على مثل هذه التطبيقات الافتراضية.

إذا كان ذلك كذلك -أي الاندماج في الحياة الافتراضية بشكل زائد-، فأرجو أن تعيد النظر في نمط حياتك اليومي، ماذا تفعل خلال النهار وأنت طالب؟ كيف تقضي فترة المساء؟ هل أنت متوازن ومعتدل في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي؟ فأرجو أن تعيد النظر في هذا.

طبعا كل هذا بالإضافة إلى المحافظة على الصلاة، وتلاوة القرآن، والحرص على ما ينفعك في دينك ودنياك، وممارسة الأمور التي وردت في سؤالك من الرياضة والتغذية الصحية، ولا بد أيضا من الحصول على ساعات نوم كافية.

أخي الفاضل: كل هذا مع افتراض أن صحتك البدنية جيدة، وأتوقع هذا طالما أنك في هذا السن من الشباب، 23 من العمر، لذلك لا أعتقد أنك في حاجة إلى مراجعة العيادة النفسية، إلا اتباع ما ذكرته لك هنا.

داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية والتوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات