السؤال
علي قضاء صلاة وصيام لمدة سنتين، إذ لم أعلم ببلوغي فيهم؛ لأني كنت أظن أن بلوغ الفتاة بالحيض فقط.
أحاول أن أصلي في اليوم صلاة يومين، ولكني أعاني من وساوس متنوعة في الطهارة، والكفر، وعدد الركعات والسجود، فلقد تعبت جدا من الوسوسة.
عندما أقرأ عن حكم مسألة، ويكون عالما ثقة، أجدني أوسوس، وأرى نفسي سيئة إن لم آخذ بالرأي الآخر، فيما يتعلق بمسألة رطوبات الفرج والوسوسة في ذلك.
أتخيل أن كل شيء حرام، مثلا ترجمة كلمات في كورس لغة، أراه غشا، وتجدني أبحث عن الحرام بطريقة سيئة، ومتنطعة، ولا أدري من قال لي: إن هذا صحيح.
أجد نفسي أمتنع عن لذة الأشياء الجميلة بديني، وأنشغل بمثل هذه المواضيع، لدي عدم ثقة عجيبة، وعدم اطمئنان.
أريد أن توضحوا لي لأعيش حياتي الطبيعية، ولا أنشغل بهذه الأشياء، وأيضا أنجذب للقول الصعب، وأعلم أني لا أقدر عليه، والقول الأيسر من عالم ثقة أفضل لي، وأحمل نفسي ما لا طاقة لي به.
أمشي في الشارع، وأشعر أني آخذ ذنوبهم؛ لأني لم أنصحهم، وأيضا في الانستقرام أو في أي مكان، وكذلك كلمة (عليك الله) تجري على لسان مجتمعي، ويجب أن أنفذ طلباتهم، وأشعر أني معلقة أو لدي شعور سيء، وبدون قصد.
آخر مرة ضربت أختي فيها، وهي لا تقصد، وأنا لا أقصد، كل ذلك خارج الإرادة! هل يجب أن أنفذ ما يقال؟ وأيضا اختلاف العلماء يوترني، ومنذ أن علمت بالمذي، وأنا أوسوس به، بدون تخيلات جنسية، وبدون سبب حرفي.
أحيانا أكون أتصفح هذا الموقع، وأجد وسواسا وأتعلمه منه، وهذا ليس بإرادتي، وعلمت أن القدمين لا تمد إلى المصحف، ووسوست بهذا إلى الصباح، وفعلا هل إذا المصحف بعيد أو وراء حائل أيضا، واليوم الآخر وسوست بالكفر.
إذا حاولت أن لا أقضي الصلاة والصوم لن يتركني ضميري، وسأعيش في هم، ووساوس بدخول النار، وبأن الصلاة ناقصة يوم القيامة، وأتعامل مع نفسي كأنها سيئة، والأشياء كأنها حرام كلها، وأقضي بالسر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك مجددا في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يعافيك من هذه الوساوس، ويصرف شرها عنك، وكنا في استشارة سابقة قد بينا لك بيانا كافيا شافيا في مدافعة هذه الوساوس، وأنه لا راحة لك منها إلا بتحقيرها والإعراض عنها، عملا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أما إذا قابلت هذه الوساوس بالاعتناء والاهتمام والاشتغال بها، والبحث عن إجابات عن أسئلتها؛ فهذا لا يعني إلا المزيد من المشقة، والمزيد من الضيق والحرج والعنت الذي يريد الشيطان أن يوقعك فيه، والله تعالى نهاك عن متابعة خطوات الشيطان، فكوني جادة في معالجة هذه الوساوس، وحريصة على إراحة نفسك منها، ولا يملك أحد أن يخلصك من شرها وسوء ما فيها إلا الله تعالى بعد عزيمتك الصادقة، وأخذك بالأسباب للتخلص منها.
أول هذه الأسباب هو تعاملك بجد مع وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- في التخلص من هذه الوساوس، بالانصراف عنها تماما، وعدم الاشتغال بها، هذا أولا.
ثانيا: اللجوء إلى الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان حينما تداهمك الأفكار الوسواسية.
ثالثا: بالإكثار من ذكر الله تعالى.
أما هذه الأسئلة التفصيلية التي تضعينها في أسئلتك فجوابها هو جواب واحد، وهو أنه عليك أن تعرضي عنها تماما، لا تسألي عن إجاباتها لأنها مجرد تفصيلات لهذه الوسوسة. حاولي أن تقضي الصلوات التي فاتتك وقد تيقنت بالفعل أنها فاتتك بعد البلوغ، ووساوس الطهارة أعرضي عنها تماما، واعلمي أن الله تعالى يخفف عن الإنسان المصاب بالوسوسة ويعامله معاملة المريض، فأحكامه ليست كأحكام الأصحاء.
خذي برخصة الله تعالى حتى يمن عليك بالعافية والشفاء، فأنت إذا كنت مصابة بهذه الوساوس فحالك كحال غيرك من المرضى، وقد رخص الله تعالى للمرضى برخص كثيرة، ومن هذه الرخص التي رخص بها لعموم عباده الأخذ بالأيسر عليهم من أقوال العلماء، فأنت إذا أخذت بقول ميسر مسهل، وكان نافعا لك؛ فإنك بذلك عملت بما يرضي الله تعالى، وأخذت بالأسباب التي تخلصك من الوساوس.
نسأل الله تعالى أن يصرف عنك السوء والمكروه.