أعيش في أوروبا وأشعر بالبعد عن الله!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي الطيبين، طالما كنت وفيا لهذا الصرح الرائع، أسأل الله أن يعينكم على نفع الأمة.

مشكلتي أني أشعر بالبعد عن الله، وفي أمور الدنيا أصبحت فاشلا، أؤجل كثيرا من الأشياء، والحمد لله أني لا أفعل المنكرات، أعيش حاليا في أوروبا لظروف العيش، وهاجرت مكرها.

كنت أقرأ الكتب، وأستمع للمحاضرات، وأصوم بين الحين والآخر، وأحاول قدر الإمكان أن أصلي في الوقت.

أشعر أن قلبي أصبح فارغا، حتى السور التي كنت أحفظها من القرآن نسيتها، وهذا سبب لي حزنا عميقا.

الهاتف كنت أستخدمه فقط للعمل، أو الاطلاع على أخبار الأمة وصلة الرحم، مؤخرا لاحظت أني أقضي وقتا طويلا في مشاهدة الفيديوهات، وأنا لست راضيا عن حياتي نهائيا.

هل الوحدة ممكن تسبب لي هذه المشاكل؟ حاولت أن أجد زوجة صالحة -الحمد لله- وجدت صعوبة في ذلك، واختلطت علي الأمور، ولا أعرف ماذا أفعل؟

حتى مسألة غض البصر التي كنت شديد الحرص عليها أصبحت ضعيفا فيها.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Bahafid .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والثناء على الموقع، ونؤكد لك أننا في خدمة أبنائنا، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يعينك عن المحافظة على دينك وقيمك، وأن يردك إلينا غانما سالما، وأن يرزقك رضا الوالد، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

سعدنا جدا لهذا الاغتمام والاهتمام بأمر المحافظة على الدين والقيم، ونؤكد لك أن الشعور بالخطر هو أول وأهم خطوات التصحيح والإصلاح، وأرجو ألا تقطع عهدك مع كتاب الله تبارك وتعالى، واعلم أن الذي أنسيته يمكن أن ترجعه من حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، وهو من أهم ما نوصيك به بعد المحافظة على الصلاة والسجود لله تبارك وتعالى، وكثرة الدعاء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على لزوم الخير.

أنت و-لله الحمد- عرفت مواطن الخلل، وهذا يسهل علينا وعليك المهمة، ونحن سعداء لأنك و-لله الحمد- لا زلت بعيدا عن المنكرات، نسأل الله أن يعصمك، وأن يعينك على البعد عن كل أمر يغضبه سبحانه وتعالى.

وجود الإنسان في تلك البلاد لا شك أن فيه إشكالات وصعوبات، لكن نوصيك بأن تكون على صلة بالأخيار، والمراكز الإسلامية وإن بعدت، واحرص على الاستفادة العلمية حتى عبر الشبكة العنكبوتية التي تنقل الشرور لكنها فيها الخير أيضا، وفيها الدورات العلمية، وما تواصلك مع هذا الموقع (موقعك) إلا نموذج في إمكانية الحصول على الخير، ونؤكد لك أنه في الموقع بحوث، وأن هناك برامج مفيدة جدا، وستجد أيضا الكثير من المحاضرات التي يمكن أن تستمع إليها وتستفيد منها، ومرت علينا نماذج ممن عاشوا هناك حفظوا كتاب الله تبارك وتعالى عن طريق هذه الوسائط، وعن طريق التلاوة والتعلم عن بعد.

إذا الأبواب إلى الخير واسعة وموجودة، وأنت و-لله الحمد- ممن ذقت حلاوة الطاعة، وسعدنا أنك تشعر بالقلق والخوف من هذا التراجع، لكن هذا التراجع أنت من يملك الإصلاح والتصحيح فيه، فتب إلى الله، وأكثر من ذكره، واجتهد في اللجوء إليه، واسأله من فضله، وحاول دائما أن تضع لنفسك برامج محددة تلتزم بها، ومثلك ممن ذاق حلاوة الطاعة يعرف قيمتها، ويعرف طرائق العودة إليها.

نتمنى أن تجد أصدقاء صالحين يكونون عونا لك على الطاعات، فإن الإنسان ما أعطي بعد الإيمان أفضل من صديق حسن، يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر.

نحن نتشرف بتواصلك مع موقعك، ونسعد بخدمتك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الثبات، وأن يعينك على لزوم الخير، وأن يضع في طريقك الفتاة الصالحة التي تسعدك وتسعدها، وتعينها على طاعة الله وتعينك.

مواد ذات صلة

الاستشارات