كيف أضبط حركة الطفل الحركي؟

0 412

السؤال

السلام عليكم..

لدي ولدان، يبلغ الأكبر منهما من العمر 3 سنوات والثاني سنة وثلاثة أشهر، ولدي الأكبر كثير الحركة والنشاط، ودائما ما يعتدي على شقيقه بالضرب، وهذا أسلوبه في اللعب، فأحيانا يدفعه ليقع على الأرض، أو يدفعه ويضرب رأسه بالحائط، ويرمي عليه أي شيء في متناول يديه، وكثيرا ما يجرحه بأظافره.

وهذا عدا عن الأشياء التي يحطمها في المنزل من مرايا وغيرها؛ مما يسبب له الكثير من الإصابات، وإذا كنا في زيارة للأهل فكثيرا ما يحرجني؛ لأنه يسبب الفوضى التي قد لا يمكن إصلاحها أحيانا.

لا أحب التكلم عن ابني بهذا الشكل؛ فهو ما شاء الله ذكي ولكنه متأخر في الكلام، فلا يمكنني أن أجري معه حوارا، ساعدوني، كيف يمكنني التصرف معه؟ فعندما أضربه يعيد ما فعل ويغضب ويصرخ، وعندما أسكت يعيد ما فعله.

أصبح زوجي لا يحب الجلوس في المنزل، بسبب إزعاجه وابني الأصغر يتعلم من حركاته، وأنا أفقد أعصابي وأحيانا أفكر الخروج من المنزل وتركه مع الخادمة.

سامحوني على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الطفل يحتاج مزيدا من العاطفة والاهتمام، خاصة بعد وجود الطفل الأصغر الذي يشعر أنه سحب منه البساط، وكل ما يحصل منه من حركات وتكسير القصد منه لفت الأنظار وكأنه يقول هذا موجود.

ونحب أن يشعر هذا الطفل بالأمن والعطف والاهتمام، وأن تتاح له فرص واسعة للعب والحركة، فإن ذلك يفيده وهو جزء من نموه الاجتماعي، والجسدي، والنفسي، وحاجة الأطفال إلى اللعب لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، ومن واجب الأسر أن تهيئ المكان المناسب، والألعاب المناسبة التي لا ضرر فيها.

أما سبب اشتداد حركته ومشاكله في بيوت الآخرين فذلك يدل على أنكم تقيدون حركته في المنزل، وتحذرون من أن يفعل كذا وكذا أمام الناس، وكل ذلك من الخطأ، والصواب أن يفهم الطفل أن الخطأ خطأ في كل زمان ومكان، وأن عليه أن يراقب الله وليس الناس.

وأرجو أن لا نكثر من منعه، وشل حركته، حتى لا ينفجر في بيوت الآخرين أو في المدرسة أو الشارع فيكون الإحراج والمشاكل المعقدة، وذلك لأن معظم الأطفال يمرون بمرحلة المشاكسات وهي مرحلة قد تتقدم أو تتأخر، ومن مصلحتهم ومصلحتنا أن تتم تحت إشرافنا حتى لا تحدث الأضرار، ونحن نتمنى أن يشارك الأب في تربية هذا الطفل، وأن لا يتهرب من مسؤولياته، وحبذا لو أعطى هذا الطفل من وقته واهتمامه، وخرج به ولاعبه حتى يصرفه عن أخيه وهذا دور مهم في الحل والعلاج.

وتذكري أنه لا يوجد من يسد مكان الأم، فامنحيه من وقتك، ولا تتهربي من مسؤوليتك، واعلمي أن الخادمة يمكن أن تنظف وتغسل لكنها لا تقوم بمهام الأم، وليس من مصلحة أطفالك أن يشعروا بأنك متضايقة، ولابد من صبر واجتهاد واستعانة برب العباد، وتوجه إلى من يجلب الخير ويحقق لنا المراد.

والله الموفق


مواد ذات صلة

الاستشارات