السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من تشتت الانتباه والتفكير الزائد، كما أعاني من الرهاب الاجتماعي، وانخفاض الاهتمام بالحياة اليومية، والخمول الدائم، والخوف من تحمل المسؤولية، وليس لدي شغف للعمل أو الزواج، كما هو حال الشباب في سني، وأشعر دائما بأنني ما زلت شابا في سن المراهقة، ولم أتقدم في تحقيق هدف، أو بناء حياة مستقبلية خاصة بي.
حتى أنني في عملي مقصر، ولا أستطيع العمل بجد وإتقان، كما أنني غير منضبط في الإنفاق، وأتصرف بسرعة في كل شيء.
وللعلم فأنا ولدت لسبعة أشهر، ولم أتم التسعة أشهر، مما سبب لي ضيقا في التنفس منذ صغري وحتى الآن، فهل من الممكن أن يكون هذا هو السبب الرئيسي لكل هذه المشكلات؟ وهل يمكنني استخدام دواء "بروبرانولول" ودواء "ويلبوترين" معا لعلاج مشكلاتي، أم أن هناك علاج أفضل؟
وشكرا لكم مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أود أن أبدأ من حيث انتهيت؛ فكونك "سباعيا" -أي أن حملك استمر سبعة أشهر وليس تسعة أشهر- لا يفسر ما تمر به؛ فمعظم الذين ولدوا بعد سبعة أشهر يتمتعون بحالة طبيعية، بل إن الفارق بين من ولد بعد تسعة أشهر ومن ولد بعد سبعة يكون غير ملحوظ في معظم الأحيان.
على كل حال، -أخي الفاضل- ما تعاني منه قد يكون مرتبطا بشيء من ضعف الثقة بالنفس، وربما بسبب ربطك هذا الموضوع بولادتك المبكرة، لكن دعني أطمئنك بأنه بإمكانك أن تكون في حالة طبيعية تماما، وخاصة إذا لم تصب بأمراض بعد الولادة، ولم تحتج إلى دخول المستشفيات مرات عديدة، وإذا لم يحدث ذلك، فهذا دليل على أن وضعك جيد -بإذن الله تعالى-.
من الممكن أيضا أن يكون لتجارب الطفولة، أو التنمر، أو سوء المعاملة دور فيما تشعر به، سواء كان ذلك من الأسرة، أو المدرسة، أو المجتمع، وهذه المعاملة، مهما كان سببها، قد تؤثر على الشعور بالنضج، وتحمل المسؤولية، ولكن بوسعك اليوم أن تعزز ثقتك بنفسك، وأن تقبل على الحياة بإيجابية، وأن تستعين بالله عز وجل ليشرح صدرك، وييسر أمرك.
كما أنني لاحظت أنك تعمل كفني نقاشة، وهذا بحد ذاته إبداع، وعمل فني يبهر الناظرين، ويسعدهم، فأرجو أن تستمد من عملك هذا شعورا بالنجاح؛ فلو لم تكن ناجحا لما وصلت إلى ما أنت عليه الآن، وكذلك كتابتك إلينا تدل على قدرتك الجيدة في التعبير عن نفسك، وهذا مؤشر على قدرتك على تحمل المسؤولية.
وتذكر دائما، أن تقدير الآخرين لك يبدأ بتقديرك لذاتك، كما قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
أما بخصوص دواء "بيوبريكس" (Bioprex)، فلا أنصحك باستخدامه؛ فهو دواء مضاد للذهان، ولا يبدو أن حالتك تستدعي مثل هذا العلاج.
أخي الفاضل: يكفيك ما ذكرته لك في جوابي دون اللجوء إلى الأدوية، ولكن إذا استمرت معاناتك، ولم تشعر بتحسن، فيمكنك حينها استشارة طبيب نفسي مختص.
نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويمنحك التوفيق والصحة والعافية.