السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد: إخوتي في الله، أعاني منذ 8 سنوات أو أكثر من مرض يسمى بالفرنسية Psoriasis، ماذا أفعل؟ علما أنني استعملت أدوية متعددة تحتوي كلها على مادة Cortisone ولكن دون جدوى، وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد: إخوتي في الله، أعاني منذ 8 سنوات أو أكثر من مرض يسمى بالفرنسية Psoriasis، ماذا أفعل؟ علما أنني استعملت أدوية متعددة تحتوي كلها على مادة Cortisone ولكن دون جدوى، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: قبل أن نبدأ بالكلام عن الصدفية وعلاجها، أود أن أقول بأن العلاج بالمراهم الكورتيزونية هو من طرق العلاج، ولكنه ليس الطريق الوحيد، كما أنه ليس الأسلم أو الأكثر فاعلية.
ثانيا: الصدفية مرض مزمن له علاج أي دواء يحسنه، وليس له شفاء أي ترياق شاف ودواء كاف يمنعه إلى الأبد، وهو -كما يقول البعض- يعتبر قدرا ملازما تتفاوت شدته حسب العوامل والظروف المثيرة له، كما أن العامل الوراثي مثبت وهو متعدد، وكذلك فإن وجود العامل العائلي خاصة إن ظهر قبل سن الـ 15 سنة، يدل على أنه نوع (I) أي أنه معند، وعلاجه أصعب، ويظهر مبكرا وله ارتباط ببعض أنواع التوافق النسجي الليمفاوي، كما أن الصدفية أيضا من الأمراض التي وصفت بأنها ترافق أو توجد بنسبة أكثر عند السكريين.
ثالثا: لا يعني كل ما ذكرت أن الأمل ضعيف في الشفاء، ولكن الأمل بالله هو الأقوى والأكبر، وهناك عوامل أخرى عديدة تؤثر على مسيرة الصدفية، مثل العوامل الإنتانية والهرمونية والنفسية والاستقلابية والمناخية والغذائية والسلوكية.
رابعا: والسؤال البديهي المطروح: هل يمكن أن تختفي للأبد أو لا يمكن؟
والجواب من الناحية الطبية: يمكن أن تختفي، ولا يعني اختفاؤها شفاءها، بل هي موجودة كامنة تنتظر الظروف المهيئة لظهورها لتظهر، فقد تأتي هذه الظروف أو لا تأتي.
ومن ناحية أخرى: نحن لا نفتري الكذب ولا نتألى على الله تعالى ولا نعلم الغيب، ولكن جوابنا مبني على الماضي فيما رأيناه، وكذلك على الفهم البشري للصدفية بما أوتينا من علوم، فأحدث العلاجات وأغلاها والتي هي العلاجات الحيوية يفتخر أصحابها قائلين أنها تمكنت من إخفاء الصدفية أكثر من (70%) لمدة تزيد عن السنة أو السنتين، كما يقولون أن هناك أملا أن يستمر اختفاء المرض باستمرار العلاج، أي ما أشبه ذلك بعلاج السكري الذي يسيطر على نسبة السكر بالدم ويعيدها إلى المستوى الطبيعي ويخفف الأضرار؛ دون أن يسمى ذلك شفاء!
خامسا: إن التعايش مع الصدفية فن نفسي عميق لو أجاده الإنسان لتحسن نمط حياته، ولا يعني ذلك إهمال الدواء، بل (اتقوا الله وأجملوا في الطلب)، فالشفاء والتحسن للصدفية كأنه بعض الرزق الذي يسأله الإنسان من الله تعالى، أي نسعى للعلاج بنفس راضية مطمئنة شاكرة، ولا نطلب الشفاء بنفس ساخطة لاهثة، فلربما النتيجة الجسدية واحدة؛ ولكن السعادة والأجر يفوقان كل ما سبق.
سادسا: أما بالنسبة للعلاج فهذا يتوقف على طبيعة المرض وتوزعه وشدته:
A. الصدف الخفيف: وعلاجه غالبا بالأدوية الموضعية، مثل مشتقات (فيتامين د) والمراهم الكورتيزونية والمرطبات.
B. الصدف المتوسط: وعلاجه غالبا بالأشعة فوق البنفسجية (بوفا أو ب) مع أو بدون مشاركة بالعلاجات الموضعية.
C. الصدف الشديد: وهو ما يحتاج الأدوية المعقدة الجهازية عن طريق الحقن أو الحبوب، وأشهرها الميثوتريكسات أو الريتينويد أو السايكلو سبورين.
D. حديثا ظهرت العلاجات الحيوية أو البيولجية، وأهم ما ينبغي معرفته عنها أنها جديدة، وخبرة العالم لاتزال قاصرة على فترة استعمال محدودة ومحددة، كما أنها غالية السعر جدا، إذ يصل قيمة الحقنة الواحدة من بعضها إلى ما يعادل الألف دولار.
وأخيرا: فالذي بيد المريض أن يسعى لحياة آمنة مستقرة صحية وصحيحة، متجنبا القلق، راضيا بقضاء الله، واقيا نفسه من الرضوض بأنواعها والإنتانات على اختلاف أشكالها قدر الاستطاعة.
ومن المهم جدا أنه يجب على مريض الصدفية ألا يعالج نفسه بنفسه، وأن يذهب لأصحاب الاختصاص لتقييم الحالة وتقدير الدواء المناسب.
والله الموفق.