السؤال
السلام عليكم.
منذ سنتين عانيت من القولون العصبي، وذهبت للدكتور، وأعطاني العلاجات التالية:ornidazole 500 mg ، panocer 40.mg ، biokult، وقد تعافيت -بفضل الله-.
ولكن قبل شهرين تقريبا حصلت لي بعض الضغوطات في حياتي، وبدأت أشعر بنفس الأعراض التي كانت تنتابني سابقا، مثل: عسر المزاج، والخوف، والقلق، فعدت لنفس الطبيب، وأعطاني هذه المرة العلاجات التالية:
- Anfree مرتين، حبة صباحا، وحبة عصرا.
- andyflora حبتين قبل الغداء.
- Risek 40m حبة أول الصباح، وحبة قبل العشاء.
- 10 Bestalex المادة الفعالة escitalopram.
استخدمت العلاج لمدة أسبوع، ثم شعرت بالتحسن، ولهذا أوقفت العلاج من تلقاء نفسي، ويبدو أن الأعراض نفسها قد عادت إلي: كالقلق، والضجر، والخوف، وكثرة التفكير، والأحلام، وخاصة في بداية النوم.
أريد أن تنصحوني: هل أرجع لاستخدام نفس الأدوية بنفس النظام، أم تنصحوني بأخذ علاجات أخرى؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: موضوع القولون العصبي سبب الكثير من الإزعاج لكثير من الناس، لكني أراه أمرا بسيطا جدا؛ فهو من الحالات النفس جسدية، بمعنى أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في الأعراض المتعلقة بالقولون العصبي، ومجرد التجاهل لهذه الأعراض يعتبر واحدا من الوسائل العلاجية الكبيرة جدا، والأساسية جدا.
والقولون العصبي -كما ذكرنا- ذكرت عنه مبالغات كثيرة من الناس فيما يتعلق بشدة الأعراض؛ حيث تجد بعض الناس يستسلمون لهذه الأعراض، مما يضخمها، ويزيدها، ويجعلها أكثر استحواذا على الإنسان؛ ولذا فالتجاهل مهم كوسيلة علاجية.
الأدوية التي استعملتها -يا أخي- هي أدوية جيدة، وطبعا الدواء الذي سوف نركز عليه في هذه الاستشارة هو عقار (اسيتالوبرام)، وهو الـ (بستلاكس)، وهذا هو المسمى التجاري.
هذه الأدوية لست محتاجا لها كلها -أقصد الأدوية غير الاسيتالوبرام-، وأنا أعتقد أنه لا مانع من الاستمرار مثلا على البانوسير 40 مليجراما يوميا لفترة.
وبالنسبة للدواء النفسي: فهو مهم جدا، والاسيتالوبرام من الأدوية الممتازة، ومن الأدوية النقية، ومن الأدوية قليلة الآثار الجانبية، وفائدته العلاجية كبيرة جدا فيما يتعلق بالقولون العصبي أو العصابي.
فاحرص على تناول الاسيتالوبرام بجرعة 10 ملجم، وإذا شعرت أنك غير متحسن على جرعة الـ 10 ملجم، فارفعها إلى 20 ملجم يوميا لمدة شهرين، بعد ذلك ارجع إلى جرعة الـ 10 ملجم كجرعة وقائية علاجية، ويجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، وبعد انقضاء ستة أشهر، خفض الجرعة إلى خمسة ملجم يوميا، لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة ملجم يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الاستيالوبرام من الأدوية سهلة الاستعمال، ومن الأدوية قليلة الآثار الجانبية، لكن لا بد أن يكون هنالك انضباط تام فيما يتعلق بالاستمرارية على الدواء بجرعته المطلوبة، وحسب الزمن المحدد، والمدة المقررة، وهذا مهم جدا لكي تتحصل -إن شاء الله تعالى- على الفائدة العلاجية التامة، وبقية الأدوية -كما ذكرت لك- لا تحتاج لأن تستمر عليها كلها، ويمكن أن تناقش أمرها مع طبيبك المعالج.
ومن الوسائل العلاجية المهمة جدا هي: نمط الحياة الإيجابي، والمنضبط، الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يحسن إدارة وقته، ويحدد أهدافه في الحياة، ويضع الآليات التي توصله إلى أهدافه، وممارسة الرياضة باستمرار، والحرص على العبادة، وخاصة الصلاة على وقتها؛ فهي تبعث الكثير من الطمأنينة لدى الإنسان.
علة القولون العصبي فيها الجانب التوتري، والجانب القلقي، وهذا فعلا يحتاج لاسترخاء، ويحتاج لنوع من الشعور بالأمان الداخلي، وهذا طبعا يتأتى من خلال الالتزام بالصلاة، والرياضة -قد ذكرناها لكن أريد أن أحتم على أهميتها، وضرورتها؛ فهي وسيلة علاجية ممتازة جدا-.
بالنسبة لموضوع الطعام: فهنالك من يتحدث عن أطعمة معينة، ولكن أنا من وجهة نظري: أن الإنسان يستمر على تناول الطعام الذي لم يسبب له أي إشكال، والطعام الذي يؤدي إلى أي إشكالات يتوقف عن تناوله. هذا هو المبدأ العام، كذلك تجنب السهر أيضا أمر مهم جدا، وتجنب التدخين -لمن كان مدخنا-، وكذلك عدم الإكثار من محتويات الكافيين: كالشاي والقهوة مثلا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في الإسلام ويب.