السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ سنة ونصف ظهر لدي اضطراب ثنائي القطب، وكان في صورة نوبة هوس شديدة، وذهبت للطبيب النفسي، وكتب لي دواء ديباكين واولابكس وهالونيز، وبدأت بالتحسن بعد ذلك، وبعدها خفض جرعة الاولابكس والهالونيز، وتم إيقاف الديباكين واستبداله بالاميبريد، بعد ذلك ذهبت لطبيب آخر، فخفض جرعة الاميبريد، وأضاف سيكولانز مع اريبيبرازل ولاميكتال.
السؤال: هل من الممكن عودة هذه النوبة مرة أخرى؟ وهل من الممكن أن يسبب الاكتئاب عودة نوبة الهوس من جديد؟ خاصة وأني مستمر على العلاج حتى الآن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارة إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال حول علاج اضطراب ثنائي القطب، داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.
أخي الفاضل: أشكرك على وعيك في الصحة النفسية، وعلى ذهابك إلى الطبيب النفسي لتأكيد التشخيص ووصف العلاج، وما قمت به إنما هو استجابة لتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال لنا: "تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء"؛ فجيد أنك تتابع علاج اضطراب ثنائي القطب بشكل مناسب، ولكن تسأل هنا: هل يمكن أن تعود نوبة الهوس هذه؟
الجواب: نعم، يمكن أن تعود؛ فاضطراب ثنائي القطب يتنقل بين نوات الهوس ونوبات الاكتئاب، ولكن بعض الأدوية التي وصفت لك هي من معدلات المزاج، أي أنها يمكن أن تخفف من تكرار هذه النوبات، ومن شدتها أيضا.
وتسأل أيضا: هل الاكتئاب يسبب عودة نوبة الهوس؟ ليس الاكتئاب هو الذي يسبب عودة الهوس، وإنما هو طبيعة المرض ثنائي القطب، لأنه قد يأتي أحيانا بنوبة هوس، وأحيانا بنوبة اكتئاب، ليس بالتسلسل هذا، وإنما يختلف من شخص إلى آخر.
لذلك كي نعالج اضطراب ثنائي القطب عندما يدخل الإنسان في حال هوس، علينا أن نصف له أحد الأدوية المضادة للهوس أو الذهان، كالأدوية التي أنت عليها، وإذا دخل في حالة من الاكتئاب، فعلينا أن نخفف الدواء الأول أو نوقفه، ونصف مضادا للاكتئاب، وسواء كنا نعالج الهوس أو الاكتئاب، يفيد أخذ أحد الأدوية المعدلة للمزاج، كالتي وصفها لك الطبيب.
الأدوية التي أنت عليها مناسبة -بإذن الله-، وما عليك إلا أن تتابع علاج حالتك النفسية مع هذا الطبيب، ولكن أرجو أيضا أن لا تطول معاناتك، فالمصاب بثنائي القطب ليس عليه أن يستمر على العلاج مدى الحياة، فكثير من المرضى يمكن أن يخرجوا من هذه الحالة، وبالتالي يمكن إيقاف الأدوية، ولكن لا بد أن يكون إيقافها أولا: متدرجا، ثانيا: في الوقت المناسب وليس قبل انتهاء الشفاء.
أيضا -أخي الفاضل- أنصحك بأن تقرأ عن اضطراب ثنائي القطب، وأن ترفق العلاج الدوائي بنمط الحياة الصحي، بحيث تتعرف على الظروف والأحداث التي تزيد من توترك وقلقك وبالتالي تتجنبها.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.