الرهاب يحول دون نجاحي وتقدمي في العمل، أفيدوني!

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي خوف شديد من الناس، ولا أستطيع تقديم أي عرض تقديمي لبحث أو رسالة علمية، ولا أستطيع طرح مشكلة ما على المدراء في العمل؛ لأن جسدي يرتعش، ويحمر وجهي، وأنسى كل الكلام، لدرجة أن من أمامي يحاول تهدئتي.

علما أني أحاول تهدئة نفسي قدر الإمكان، لكني لا أنجح في أغلب الأحوال، لذلك أتجنب طرح مشاكلي بشكل رسمي في العمل، أو تقدم الصفوف لطرح ومناقشة أي مبحث؛ لأني لا أحب أن يراني أحد على هذا الحال، فهل هناك كتب تفيدني لدراسة حالتي، ومحاولة حلها، ولو بشكل جزئي؟

وشكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yulia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختي الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

من الواضح أنك تعانين من الرهاب الاجتماعي، والذي يتجلى في الارتباك والقلق عندما يطلب منك أن تعرضي شيئا أمام الآخرين، كبحث، أو درس، أو رسالة علمية، أو حتى عندما تريدين أن تناقشي أمورك مع أحد زملاء أو زميلات العمل، فتشعرين بالتوتر والقلق، بالإضافة إلى الأعراض الجسدية التي وصفتها من الارتعاش واحمرار الوجه، ونسيان ما كنت تريدين أن تتحدثي به.

أختي الفاضلة: هذا الرهاب الاجتماعي هو من أكثر أنواع الرهاب انتشارا بين الناس، وإن كان معظمهم لا يتحدثون عنه؛ خشية الاستهزاء بهم، إلا إن الأمر طبيعي، ولكن الإشكال الأهم -وكما ورد في رسالتك- أنك بسبب هذه المعاناة تتجنبين طرح مشاكلك بشكل رسمي.

هذا التجنب نعم بالرغم من أنه يريحك مؤقتا؛ حيث إنك لا تشعرين بالتوتر والقلق، إلا إنه على المدى الطويل يزيد المشكلة تعقيدا، وتجدين نفسك في ضيق وحرج من مواجهة الناس والحديث معهم.

أختي الفاضلة: عكس التجنب هو المواجهة، فأمامك هنا عدة طرق لتخرجي من هذا:

أولا: ألا تتجنبي، وإنما تواجهي المواقف، وهذا أحيانا نسميه بالعلاج عن طريق التعريض للمواقف المحرجة، حتى تصلي إلى مرحلة تعتادين فيها على ذلك، دون أن تشعري بالأعراض التي وصفتيها.

الطريق الثاني: أن تتحدثي مع طبيب نفسي، فهناك بعض الأدوية، سواء التي تخفف الرهاب الاجتماعي، أو الأدوية التي تخفي الأعراض البدنية التي وصفتيها في سؤالك.

الأمر الثالث -وهو ما طلبته-: نعم هناك كتب كثيرة في هذا الموضوع، ويمكنك الدخول إلى الشبكة العنكبوتية، وتكتبي (رهاب اجتماعي) وستقرئين الكثير عنه، أيضا يمكنك أن تقرئي أسئلة سابقة موجودة على هذا الموقع (استشارات إسلام ويب)، فهناك أسئلة كثيرة وإجابات عليها، لعل أحدها أن ينسجم معك، وبالتالي تلجئين إلى إحدى طرق العلاج هذه. يمكنك كذلك الرجو إلى كتاب (المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك)، وهو مفيد بإذن الله.

أدعو الله تعالى أن ييسر لك أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات