فكرة الخوف من الموت تسيطر على حياتي، فما العلاج؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من السودان، في بداية الحرب أحسست بألم في بطني من ناحية القلب، وخفت أن تكون جلطة، فعملت تخطيطا للقلب، كانت نتيجته سليمة، إلا أنها كانت زيادة في ضربات القلب فقط.

قابلت أخصائي قلب، وقال لي: ليس هناك حاجة؛ لأنها كانت مجرد جرثومة المعدة، أخذت العلاج -والحمد لله-، وتم الشفاء منها، ثم عاد لي تسارع ضربات القلب، فذهبت للأخصائي، وعملت رسما للقلب، وإيكو، وكانت النتيجة سليمة -الحمد لله-، وكتب لي علاج الإندرال 10 حبة يوميا، وتوقفت عنه لفترة، فعادت لي مشكلة تسارع ضربات القلب، لا أعرف كيف أستمر على العلاج، وما إذا كانت له أي آثار جانبية! إلا أني أصبحت أخاف من الموت بمرض القلب، وأخاف من الصلاة في الجامع، أو في جماعة، فضربات قلبي تزداد ولا أستطيع الوقوف!

أخصائي الباطنية وصف لي على علاج البروكستين لمدة شهر، ووصف لي depralex لمدة شهر، وما زلت أتناول علاج ديناكست منذ عشرة أيام.

أخاف من الموت، وأفكر فيه كثيرا، وأصبح الأمر يؤثر سلبا على حياتي، فلم أعد أخرج خوفا من الموت!

فهل يوجد علاج للخوف والهلع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، ونسأل الله تعالى -يا أخي- أن يحفظ السودان وأهل السودان، وأن تقف هذه الحرب.

أيها الفاضل الكريم: من خلال رسالتك التي فيها الكثير من التفاصيل يظهر أن لديك ما نسميه بقلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، وربما يكون البناء النفسي لشخصيتك من سماته القابلية لظهور المخاوف، والقلق، والتوترات، حين تكون عرضة لأي ظرف، أو ضغوط اجتماعية، أو ما شابه ذلك.

ضربات القلب وتسارعها تظهر نتيجة إفراز مادة الإدرنالين، وهذه تفرز عند القلق، أو الخوف الزائد، وعلاجها فعلا يكون عن طريق الـ (إندرال Inderal)، والإندرال دواء بسيط جدا، وبجرعات صغيرة هو سليم جدا، استمر عليه دون أي مخاوف.

كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء التنفسي، بمعنى أن تأخذ شهيقا وزفيرا ببطء شديد جدا، وتحصر الهواء في صدرك لفترة 4 ثوان سيكون مفيدا لك -أخي الكريم-، وأنا أوجهك بأن تبحث في اليوتيوب عن كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وتطبق هذه التمارين بكل دقة.

بالنسبة للعلاج الدوائي لعلاج المخاوف، طبعا الـ (باروكستين Paroxetine) يعتبر دواء مثاليا ومفيدا جدا، لكن الفعالية التامة للدواء لا تأتي إلا من خلال جرعات معينة، وأن يكون الإنسان ملتزما بالدواء التزاما أكيدا.

أنا أنصحك بالاستمرار على الباروكستين، أنت ذكرت أن الأخ الطبيب كتب لك دواء آخر وهو الـ (ديبراليكس depralex)، وهو الـ (اسيتالوبرام Escitalopram)، هو أيضا دواء جيد، لكن لا داعي لاستعمال الباروكستين والديبراليكس في نفس الوقت، واحد منهما يكفي، وأنا أنصحك بالباروكستين.

أنت لم توضح جرعة الدواء الذي ذكرته، لكن هذه الجرعة يجب أن تصل إلى 40 مليغراما يوميا، فإذا كنت على حبة واحدة -أي 20 مليجراما-، ارفعها إلى حبة ونصف -أي 30 مليجراما يوميا-، وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبتين يوميا لتكون الجرعة 40 مليجراما يوميا، وهذه الجرعة علاجية يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى 30 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعل الجرعة حبة 20 مليجراما، وهذه هي حبة الوقاية، تستمر عليها يوميا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة.

بعد ذلك خفض الجرعة إلى 10 مليجرامات يوميا -أي نصف حبة- لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الباروكستين.

أخي: هذه هي الطريقة المثلى والصحيحة لتناول هذا الدواء، بجانب الإندرال، يمكن أن تكون جرعته عشرة مليجرامات صباحا ومساء لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرامات يوميا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أيضا، وبعد ذلك توقف عن تناوله، لكن إذا أردت الاستمرار عليه فلا بأس في ذلك، لكني لا أتوقع أن تكون لك حاجة للباروكسين أو الإندرال بعد أن تتناول الجرعة التي ذكرتها لك، وللمدة المطلوبة.

وفي ذات الوقت طبق تمارين الاسترخاء كما ذكرت لك، وحقر فكرة الخوف، والقلق، والتوترات، واجعل حياتك إيجابية مهما كانت هنالك صعوبات موجودة الآن، وهي تداعيات الحرب، لكن نقول هذا ابتلاء عام ومصيبة وقعت على كثير من الناس، ونسأل الله تعالى أن يرفع هذه البلية.

أما بالنسبة لعقار (الديانكسيت Deanxit) فهو دواء رائع، تناوله حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، هو يعتبر علاجا داعما وممتاز جدا لإزالة القلق، وله فعالية خاصة جدا مع الباروكستين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات