السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي ذات 8 سنوات تحلم -في كل أحلامها- بأشياء مخيفة وتصرخ، مثل رؤيتها لشخص يشبه الشيطان، وكذلك أكباش منثورة الرأس..، وغيرها من الأحلام، وهذا أثر سلبا على نفسيتي، هل هذه الأحلام لها علاقة بمس الجن لها؟
أفيدوني.
بارك الله فيكم، وبارك لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأحلام التي يتحدث عنها الأطفال، وتكون مزعجة لهم هي غالبا انعكاس لنشاطهم الحياتي اليومي، النشاط الذي يكون في وقت اليقظة، وطبعا هذا النشاط يمكن أن يكون من خلال أشياء يشاهدها الطفل، أو يسمعها الطفل من أقرانه، أو من الكبار.
فهذه الأحلام التي تزعج هذه الفتاة -حفظها الله- هي انعكاس لبيئتها الحياتية في وقت اليقظة، وفي مجتمعاتنا يكثر الحديث عن الشيطان، وعن الغيبيات، وحين يكون هذا الحديث أمام الأطفال؛ فالطفل سريع الالتقاط لما يدور حوله، بعكس ما نعتقد.
أيتها الفاضل الكريمة: طمئني ابنتك أن الذي تحلم به لا يمثل الواقع أبدا، لا من قريب ولا من بعيد، وعليها أن تتجاهل هذه الأحلام تماما، وألا تتحدث عنها، ودعيها أيضا أن تعرف بلغة وصورة مبسطة ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول الأحلام، ويجب ألا يدخل الكبار في أي تفسيرات للأحلام أمام الصغار، والتجاهل التام هو المبدأ العلاجي الرئيسي.
موضوع الأحلام، وهل لها علاقة بالمس بالجن: حقيقة لا أحد يستطيع أن يربط هذا الربط بدليل قاطع، وكل الذي نطالب الناس به هو أن يحصنوا أبناءهم وبناتهم، وأن نعلم الطفل طبعا أصول دينه بصورة واضحة وعلمية ومتقنة، والطفل في مثل عمر هذه البنية -حفظها الله- يستطيع أن يدرك أهمية أذكار الصباح وأذكار المساء، حتى وإن كان بشيء من الاختصار، وكذلك أذكار النوم.
أرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تهيئي لابنتك جوا يكون فيه الهدوء والطمأنينة قبل النوم، يجب أن توفر الطمأنينة التامة للطفل قبل النوم، وألا يقرأ الطفل مثلا مواضيع مزعجة، أو يشاهد أفلاما كرتونية مزعجة قبل النوم، لا، يجب أن يكون هنالك فصل تام ما بين حياة اليقظة وحياة النوم، نعم هذا أفضل للطفل، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.