أريد الزواج بثانية دون أن أخسر الأولى.. أرشدوني

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد الزواج بثانية على الرغم من أن زوجتي الأولى لا تقصر معي بشيء، إن شاء الله أنا قادر على العدل بينهن، وإعطاء كل واحدة ما يكفيها من المصروف، والحق الشرعي لها.

لكنني أحب زوجتي الأولى جدا، ولا أريد أن أخسرها بزواجي من الثانية، أريد منكم -جزاكم الله خيرا- أن تنصحوني ماذا أفعل في هذا الأمر، بحسب خبرتكم وتكرر ورود هذا الأمر عليكم من الناس؟

بارك الله فيكم، ونفعنا الله بعلمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يعفنا وإياك بحلاله عن حرامه.

ثانيا: نود إفادتك -أيها الحبيب- أولا أن الزواج بثانية يختلف حكمه الشرعي باختلاف حالة الشخص، فقد يكون واجبا، وقد يكون مستحبا، وقد يكون مباحا، وقد يكون مكروها، وقد يكون حراما، فيعبر الفقهاء عن هذا المعنى بقولهم: (تجري عليه الأحكام الخمسة)، وهذه الأحكام تختلف باختلاف المعطيات والحالة التي ينزل عليها الحكم الشرعي.

ولكن الأصل فيه أو الغالب فيه عند كثير من الفقهاء أنه من قسم المباح، إذا أمن الإنسان على نفسه الظلم، وكان قادرا على أداء الحقوق الواجبة عليه، فإنه مباح له، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أن لا تعولوا}.

ولا شك ولا ريب أن الزوجة الأولى سيصيبها شيء من الغيرة، وهذا أمر جبلي فطري طبيعي، جبلت عليه المرأة، ولا يمكن أن تطالب بألا تغار، أو ألا تجد شيئا في نفسها وحزنا بسبب زواج زوجها، فقد غارت خير النساء أمهات المؤمنين، والأحاديث الدالة على غيرتهن كثيرة جدا، ولا يمكن أن تكون المرأة راضية تمام الرضى بأن يتزوج زوجها عليها، إلا في حالات نادرة لأسباب خاصة، ومن ثم لا ينبغي أن تأمل أبدا أن تكون زوجتك الأولى في سعادة تامة ورضا كامل، أو أنها لن تحزن بسبب ما ستفعله، فهذه الأمور استبعدها تماما، وتعامل مع الأمر على ما سيكون عليه بالفعل، فإن هذا شيء سيحزنها بلا شك، وسيدخلها في دائرة جديدة، من العلاقة والغيرة، ونحو ذلك.

فكن مستعدا لهذا الوضع الجديد، متهيئا له لتتعامل معه كما هو، وتحسن التصرف فيه، ونأمل -إن شاء الله- أنك إذا وفقت للقيام بالعدل على الوجه الكامل، وجنبت اختلاط الزوجتين في المسكن، بأن تسكن كل واحدة في سكن مستقل عن الأخرى، وتحريت العدل، ولم تظهر انحيازا لإحداهما على الأخرى، نأمل بذلك أن تقلل من هذه الغيرة الحادثة في النفس، وبمرور الوقت ستتعود زوجتك على ذلك.

ولا يخفى عليك أن الإحسان إلى الزوجة، وتطييب خاطرها أمر يقلل أيضا من الألم النفسي الذي سيقع عليها، فحاول أن تفعل ما تقدر عليه من ذلك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات