السؤال
السلام عليكم
لدي طفل عمره 6سنوات ونحن نعيش في دولة أوربية حيث ولد بها، مشكلتي معه بدأت عندما أردت إدخاله المدرسة فلم يدخلوه؛ لأنه لا يستطيع التركيز والهدوء، ولديه كذلك مشاكل في اللغة العربية والأجنبية، حيث أنه تأخر في الكلام لعمر ثلاث سنين!
كما أنه غالبا ما تسقط منه أغراض أكلفه بحملها، ولكني وجدت أنه عندما دخل المدرسة العربية أصبح من الأوائل مع مشكلة في الحفظ لديه، وخاصة للأناشيد والقرآن، فهو يجد صعوبة بالغة في حفظها ومع ذلك أنجزها.
أرجوكم! ساعدوني، خاصة أن المربية أخبرتني أنه يحتاج إلى الثقة بالنفس حتى يستطيع الاندماج مع أقرانه، حيث أجده أكثر الأحيان يلعب مع الأصغر منه سنا! شكرا لكم وبارك الله جهودكم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marea حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
هذا الطفل حقيقة ربما يكون الجو العام وهو اختلاط اللغة بين لغة عربية ولغة أجنبية لم يهيئ له الجو الكامل من أجل التطور والانطلاق فيما يخص اللغة، ولكن هنالك بعض الأمور التي أرجو أن تتأكد منها، وهي أن هنالك بعض الأطفال لديهم كثرة في الحركة، وهي مرض الإفراط في الحركة، والذي يؤدي إلى ضعف التركيز، وهذا لا يشخص إلا بواسطة الأطباء المختصين، فيكون من الجميل إذا عرضته على أخصائي نفسي، أو حتى على الطبيب العمومي؛ لأنه يستطيع أن يرشدك في هذا السياق.
والطفل ذكرت أن لديه مقدرات جيدة، ولكن يجب التأكد أيضا من اختبارات الذكاء، إذا عملت له اختبارات ذكاء هذا سوف يكون شيء جميل؛ لأن ذلك يحدد مقدراته المعرفية بصورة أدق؛ ولأن الأطفال الذين يميلون للعب مع من هم أصغر منهم ربما يكون عمرهم العقلي أقل من العمر الميلادي أو العمر الجسدي، أرجو ألا تنزعجي لذلك، ولكن هذه حقائق علمية.
إذن التأكد من هل الطفل يعاني من إفراط الحركة الزائد؟ وهل هو يتمتع بقدر كاف من الذكاء أم لا؟
وأنا أعتقد إلى درجة كبيرة إن شاء الله سوف تسير الأمور بصورة جيدة لهذا الطفل، هو يحتاج بالطبع لأن يندمج مع أقرانه ومن في عمره؛ لأن الطفل يتعلم من الطفل أكثر مما يتعلم من الكبار، وهذا أمر مهم، وأسأل الله أن يتاح لكم ذلك في ألمانيا.
ثانيا: أرجو أن يؤهل الطفل، بمعنى أن يترك ويعلم الأشياء البسيطة في الحياة، مثل أن ينظف أسنانه ويحاول أن يرتب ملابسه، وهكذا، هذه أمور إن شاء الله تزيد من ثقته في نفسه، وتؤدي أيضا إلى تطوير أفضل لشخصيته.
أرجو أيضا أن تلجئي دائما إلى منهج الترغيب، بمعنى أن يشجع الطفل على كل عمل إيجابي، وأن نتغاضى أو نتجاهل عن السلبيات بقدر المستطاع.
ربما يكون أيضا الطفل محتاج لأن يطور اللغة، وذلك عن طريق التكرار والاستماع، والحمد لله أنتم أسرة مهتمة بأن يكون ملما بدينه وأن يحفظ القرآن وهذا إن شاء الله يأتي بالمثابرة وبالتكرار، وبصفة عامة، عدم تطور اللغة لدى الأولاد ليس مزعج؛ لأن ذلك يحدث لكثير من الأولاد، وحتى عمر الست أو السبع سنوات ربما يكون هنالك نوع من العجز لدى الأولاد، أما البنات أي عجز بعد السنة الثالثة أو الرابعة لابد أن يعامل بجدية أكثر، ولابد أن يبحث عن السبب.
أرجو اتباع الإرشادات السابقة، وأتمنى أن تكون هذه فقط فترة مرحلية مؤقتة في حياة الطفل، وأرجو أن تكون توقعاتك في حدود المعقول، بمعنى أن لا تحملي هما أن الطفل لديه صعوبات حقيقية أو ناقص من الآخرين.
اتبعي الإرشادات السابقة، وأسأل الله التوفيق والسداد.