السؤال
السلام عليكم
تقدم لي شاب من أسرة ملتزمة، وهو من شباب اليوم الذين يصلون الفرائض، ولكن لا يعفي اللحية، ويستمع للموسيقى.
أنا لا أعلم إن كان يحترم الحدود التي وضعها الله بين الجنسين، وأنا محتارة، لأني أريد وبشدة شابا ملتزما، ويكون أحرص على تعاليم الإسلام مني، ويصلي في الجامع، وأكثر غيرة علي من نفسي، كأن يريد هو أن ألبس اللباس الشرعي، وليس فقط يتقبل ذلك.
كما أريده أن لا يكون مدخنا، لكني قلت أيضا ما دام هو من أسرة ملتزمة، ويبحثون عن بنت ملتزمة، فلي أمل في أن يتغير، وفي نفس الوقت خائفة أن لا يحدث ذلك، وندخل في خلافات، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ines حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أيتها الكريمة- في موقعك إسلام ويب في أي وقت، بين أهلك وإخوانك، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال من يلي:
أولا: شكر الله لك -أختنا الفاضلة- تدينك وحرصك على إرضاء الله عز وجل، واجتهادك في البحث عن زوج صالح متدين، وإنا نسأل الله أن يوفقك إلى ذلك، وأن يقدر لك الخير، إنه جواد كريم.
ثانيا: الزواج رزق مقسوم وقدر مكتوب، علينا السعي وبذل الجهد مع الاطمئنان التام بعد ذلك لأقدار الله تعالى، فإن أقدار الله لا تنفك عن حكمته قط، وزوجك الذي قدره الله لك مكتوب باسمه ووصفه من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، وهذا الحديث يدفعك إلى الاطمئنان، والبعد عن القلق والتوتر.
ثالثا: قد ذكرت أن الشاب من أسرة متدينة، وهذا أمر جيد، وهو محافظ على صلاته، غير أنه يسمع الأغاني، ولا يلتزم بالهدي النبوي الظاهر، كما ذكرت أنك لا تعلمين مدى التزامه بحدود الله في العلاقة بين الجنسين، وعليه فإن كان هذا هو الخيار الأفضل لك، بمعنى أنه لم يتقدم لك من هو خير منه، فإنا ننصحك بما يلي:
1- السؤال عنه عن قرب، أي بين جيرانه وأصحابه، حتى تطمئني إلى ما غاب عنك من أسئلة، ويتولى هذا الأمر بعض أهلك.
2- التأكد من أن ما وقع فيه من معصية هو أمر طارئ عليه، وهو كاره له، وغير مستحل لفعله، وأنه راج التوبة منه.
3- التأكد من أخلاقه تجاه أهله وتجاه من يعرف، وهل يجاهر بالمعصية أم لا؟
إن وصلتك رسائل إيجابية من خلال هذه الأسئلة فاستشيري خواص أهلك من أهل التدين والحكمة؛ لأنهم سينظرون بعين الواقع إلى عدة أمور، منها: وضع الشباب العام في بلدك، ومنها عمرك الحالي وغير ذلك، فإن أشاروا عليك بالمضي قدما، فاستخيري الله تعالى وتوكلي عليه واقبلي، فإن وفقكم الله للزواج فاعلمي أن هذا هو الخير لك، وإن صرفك الله عنه فاعلمي أن هذا هو الخير، لأنه لا يعقب ما مضى إلا الخير لا محالة.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يثبتك على الطاعة، وأن يوفقك لكل خير، والله الموفق.