السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرضت لظلم من سيدة قامت بسحري، وابنتها ساندتها رغم معرفتها بأن أمها ساحرة، وقذفتني في عرضي، لكنني عفوت عنها، وبعد أن عفوت عنها بدأت أسمع أخبارها بأنها تقوم بأشياء "دون مستوى" إلى آخره.
سؤالي: لماذا بعد أن عفوت عنها بدأت أخبارها تصلني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال.
ونبشرك بأن هذا العفو سيزيدك عند الله عزا ورفعة؛ لأن الله هو العفو، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي السيدة المذكورة وابنتها إلى الحق والخير، وإلى ما يحبه ربنا ويرضاه.
ونبشرك بأن المؤمنة توقن أنه لن يصيبها إلا ما كتب الله لها، ولو أن أهل الأرض اجتمعوا ليضروك لن يستطيعوا أن يضروك إلا بشيء قد قدره الله عليك، كما قال النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، إذا استمري على هذا العفو، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، وحافظي على الأجر العظيم الذي فزت به بسبب عفوك.
والإنسان ينبغي ألا يستمع لأخبار الناس، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، والإنسان إذا اشتغل بما لا يعنيه، فإنه يقصر ويفرط فيما يعنيه، وهذا هو الخسران، فنسأل الله أن يعينك على الخير.
واعلمي أن شياطين الإنس لا يتركون الإنسان؛ لأن الناس دائما ينقلون النميمة، ويريدون أن يوغروا صدر الإنسان، ولكن عليك أن تدركي أن الإنسان إذا توكل على الله فهو حسبه، وإذا أراد إنسان مكرا بآخر، فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فكوني مع الله ولا تبالي.
واعلمي أن هذا هو منهج الأنبياء، "إني توكلت على الله ربي وربكم"، كما قال هود: "فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي"، وقال الخليل: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قالوا له: "إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".
استمري على الأذكار، وتوكلي على الكبير المتعال، واعلمي أنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، واستمري في العفو، وابتعدي عن سماع أخبار الناس؛ فإن هذا يوغر صدر الإنسان، ويشغله عما هو فيه، والإنسان قد يسمع خبر إنسان، فيحمله هذا إلى التجسس، أو الغيبة، أو النميمة بالنسبة لهؤلاء الذين سمع عنهم، والواحد منا بحاجة إلى أن يشتغل بنفسه، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونشكر لك المشاعر التي دفعتك للعفو والكتابة إلينا، ونسأل الله أن يبعد عنك شياطين الإنس والجن، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.