السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ادخرت مبلغا من المال من المصروف الشهري الخاص بطلبات البيت دون علم زوجي، ومن مصروفي الشخصي الشهري الذي يعطيني إياه زوجي، وليس لدي أي دخل مادي آخر.
مر زوجي بضائقة مالية، فأعطيته مبلغا ماليا، وفي نيتي أنه قرض له لحين تحسن الأوضاع، ثم حدثت بيننا خلافات ووجدته يقول: إن كل مدخراتي هي أمواله أصلا، وأنا قلت له: إن لي ذمة مالية خاصة، وأنا التي ادخرت المال، ولا يجوز له أخذ ما أعطاني من أموال؛ لأنها عطية منه، ولا يجوز الرجوع فيها، وعليه دين لي.
بعد ذلك أصبح يعطيني ربع مصروفي الشخصي كل شهر؛ بحجة الظروف الصعبة، ثم تحسنت ظروفه، فطالبته بزيادة مصروفي الشخصي، ليصبح نفس المصروف القديم، فرفض ذلك، ثم قام برد المبلغ الذي أعطيته إياه، وقال لي: لن أزيد مصروفك الشخصي، حتى لا تدخريه ثم أحتاج لأموالي في وقت الضيق فأقترضها منك، ومن الأفضل أن أدخر أموالي حتى أستخدمها إذا لزم الأمر.
أشعر بالظلم، وكان يجب أن أخفي مدخراتي عنه ولا أقرضه في ضائقته، وكان من المفترض أن يقابل الإحسان بالإحسان، الآن أنا غير راضية عن مصروفي القليل، وأريد زيادة مصروف البيت، فالمال لا يكفي مصاريف البيت، ويجب أن يكون هناك سعة من المال في وقت الرخاء.
غضبت منه واعتزلته في البيت حتي ينفذ طلباتي، فهل أنا مخطئة؟ أرجو منكم نصحي وإرشادي في كيفية التعامل معه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رضا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يوفقه لما يحبه ربنا ويرضاه.
بداية نحب أن نؤكد أن الذي بينك وبين زوجك أكبر من أموال الدنيا، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكما على الاستقرار والاستمرار، والحرص على المودة والرحمة، وما هو أغلى من الأموال.
وقد أسعدنا ما قمت به تجاه زوجك من مساعدته عندما جاءه الضيق، ونتمنى أيضا أن يقدر هذا الجانب، وألا تكون المسألة بينكما فيها دقة في المحاسبة، كأنكما تجار تتحاسبون بالدرهم والدينار؛ لأن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، فإذا قصر زوجك فلا تقصري، وإذا قصرت ما ينبغي أن يقصر، فخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، ونسأل الله أن يديم بينكما الألف والمحبة.
وعليه أرجو ألا يحدث هذا الاعتزال له في المنزل؛ لأن الله سيحاسب كل من يقصر، ويجازي كل من يحسن، فالحياة الزوجية عبادة لرب البرية، وإذا كانت كذلك فإن من يحسن ينبغي أن يرجو ما عند الله، والحياة الزوجية لا تصح أن تقوم بالمبادلة -يعني واحدة بواحدة- لا، الحياة الزوجية السباق فيها في رضا الله، وإذا عمل خطوة إلى الأمام فاعملي ثلاث خطوات، وإذا عمل خمسا فلتكن منك عشر خطوات.
وكذلك الأمر بالنسبة له، ولو تواصل معنا، سيسمع هذا الكلام، ونحن ندعوه إلى أن يحسن، وأنت لا تقصري، حتى لو قصر لا تقصري، لأنك تواصلت مع موقع شرعي، ونحن في الشريعة ندعو إلى الإحسان، وندعو إلى أن يقوم كل طرف بأقصى ما عنده من البر والوفاء، ونسأل الله أن يوسع عليكما.
وعليه نتمنى أن تقطعي هذا الاعتزال، وتستمري في المطالبة بتحسين الوضع، والمرأة الذكية تعرف متى وكيف تطلب من زوجها ما تريد، ونسأل الله أن يعينكما على الخير، وأن يؤلف القلوب، وأن يعين زوجك على تفهم حاجتك وأهمية وجود المصروف المناسب بالنسبة لك، وعليه أن يدرك أن أفضل دينار هو الدينار الذي ينفقه الإنسان على أهله، كما جاء بذلك الشرع الحنيف.
ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.