السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ 5 سنوات، وأب لطفلين، وأعيش مع أهلي، نشب خلاف بين والدي وزوجتي منذ بداية الزواج، وأنا في مشاكل بين الطرفين.
في آخر مشكلة قلت لزوجتي أن تذهب إلى أهلها لحين تدبير مسكن آخر للحد من المشاكل، حاليا أبي وأمي رافضان فكرة أن أخرج من البيت، وأنا تعبت من كثرة المشاكل بينهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abo hamza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يتولى عونك لإصلاح علاقات أسرتك، وأن يسهل لك تأليف القلوب، ويجمع شملكم على خير.
ثانيا: نود -أيها الحبيب- أن ننبهك إلى ضرورة مراعاة حقوق كل طرف من هذه الأطراف، وأن تحاول ما استطعت إعطاء كل ذي حق حقه، والله تعالى سيتولى عونك وييسر لك الأمر، فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمراعاة الحقوق: حق النفس وحق الأهل وحق الوالدين، وقال في قاعدة عامة: (فأعط كل ذي حق حقه).
ونصيحتنا -أيها الحبيب- أن تبدأ أولا بمحاولة الإصلاح وتقريب القلوب، وأن تستعمل في ذلك كل وسيلة ممكنة لتحقيق هذا الغرض، ومن ذلك أن تنقل إلى كل طرف ثناء الطرف الآخر عليه، وتخبر زوجتك في غياب والديك بأنهما يذكرانها بخير، وإن كانا يختلفان معها في كثير من الأحيان، ولكنهما يذكرانها بخير عند غيابها، وتفعل مثل ذلك مع والديك.
وهذا النوع من الكلام وإن كان ظاهره أنه كذب، ولكن الحقيقة أنه في نظر الشرع ليس كذبا، فـ (ليس الكذاب الذي ينمي خيرا) كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعني عند الإصلاح بين الناس يجوز لنا أن نقول مثل هذه الأخبار بقصد التأليف بين القلوب، والتقريب بين الأرواح، وبهذا ستخفف من حدة الخلافات، وتقلل من الشحناء والبغضاء الموجودة في قلوب أقاربك وزوجتك.
ومن ذلك أيضا -أيها الحبيب- أن تحاول استمالة زوجتك بالكلام الطيب اللين، وأن تعدها خيرا في مستقبل الأيام، بأن تذكرها بأن عاقبة الصبر خير، وأنك في القريب -إن شاء الله تعالى- ستستقل بسكن مع رضا والديك بذلك، ونحو ذلك من الكلام الذي يهون عليها تحمل الخلاف في الوقت الحاضر.
فإذا بذلت وسعك في محاولة التقريب والإصلاح والتأليف، وحاولت أن تستعيد زوجتك إلى بيت والديك لتعيش معك ومعهم، إذا حاولت ذلك كله وفشلت؛ فإن مقتضى القاعدة الشرعية السابقة -وهي إعطاء كل ذي حق حقه- أن تجيب زوجتك إلى تلبية رغبتها، وطلبها في أن تعيش في سكن تسلم فيه من الإساءة أو الإضرار إليها، إذا كان يحصل في عيشها مع والديك ضرر عليها.
ولا يلزمك في هذه الحالة طاعة والديك؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف).
ومع ذلك يجب عليك أن ترعى حق والديك، وأن تبرهما، وأن تقوم أنت وإخوتك وأخواتك بخدمتهما، والقضاء لحاجاتهما، ونحو ذلك.
فاستعن بالله سبحانه وتعالى، واسأله التيسير والتسديد، وستجد من الله سبحانه وتعالى تسهيلا وتيسيرا.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير.