السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر للدكتور/ محمد عبدالعليم على كثرة استشاراتي، ولكني لا أستطيع التفاهم مع أطباء الطب النفسي في مصر؛ لأن همهم فقط ثمن الكشف وليس المريض، الحمد لله أني تعرفت عليك، ويمكنني التفاهم معك، وتعلمت منك الكثير، وأنقذتني بعد توفيق الله.
الموضوع: حدث معي شيء جديد، عندما أعطاني الطبيب دواء كونسرتا بعد تشخيصي بـ adhd، زاد الاكتئاب عندي بعد تناوله، وأتعبني جدا، كما تفعل مضادات الاكتئاب معي، وبعدما سمعت كلامك، وأخذت مثبتات المزاج، عدت وجربت كونسرتا فلم أتعب، ولم تزد شدة الاكتئاب عندي، بل على العكس أعطاني إحساسا بالهدوء والراحة، وأصبحت إيجابيا أكثر من السابق.
المشكلة أن أحد الأطباء قال لي: إني لست مصابا adhd، وآخر شخصني adhd، فهل إحساس الراحة والهدوء والإيجابية من دواء كونسرتا دليل قاطع بوجود adhd، ومن المفترض الاستمرار عليه؟
حاليا أتناول لاميكتال 200 ملغ، ونيوبريشن 2 ملغ، وكونسرتا 36 ملغ، فهل أعاني من اكتئاب ثنائي القطب مع adhd؟ وما زال لدي اكتئاب وضعف في التركيز، خصوصا في الذاكرة قصيرة المدى، وأريد التأكد من جرعة كونسرتا هل 36 ملغ هل تعتبر جرعة كافية؟
وأنا أوعدك أني سأبحث عن طبيب جدير بالثقة ليتابع حالتي معك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
أخي: أنت دائما مكان تقدير واحترام وترحاب في إسلام ويب، ونشكرك على إثرائك لهذا الموقع، والأمر الآخر: إن شاء الله تجد الطبيب الذي ترتاح له، وأنا أقول لك: لابد أن نحسن الظن في الأطباء، والكثير منهم حقيقة بخير، ونعتبر ممارستهم المهنية -إن شاء الله تعالى- صحيحة وصادقة.
أخي: بالنسبة لتشخيص الـ (ADHD) أو ما يعرف بمتلازمة فرط الحركة مع ضعف التركيز، أو في بعض الأحيان يكون فرط الحركة غير موجود، لكن يكون هناك ضعف في التركيز، فأنا ما زلت عند رأيي أن هذه المتلازمة كثر تشخيصها في الآونة الأخيرة، خاصة في أمريكا الشمالية، وهنالك اعتقاد سائد الآن أن كثرة الحالات وكثرة التشخيص ربما تكون شركات الأدوية من وراء هذا الأمر؛ لتسويق أدويتها، لكن أرجع وأقول: أيضا يجب أن نحسن الظن.
عموما: أنا أقول لك: إن التشخيص كثيرا ما تكون فيه صعوبات، أو يكون واهيا، أنا شاهدت حالات قلق عادية جدا، يكون الإنسان لديه شيء من كثرة الحركة أو التململ الحركي، تم تشخيصه كمتلازمة فرط الحركة، مع تشتت التركيز، وهكذا.
أنا أعتقد أننا نعتمد في حالتك التشخيص الأساسي، وهو ثنائية القطب، وقد لا أستطيع أن أنفي أو أؤكد وجود (ADHD)، وأود أن ألفت نظرك لشيء مهم جدا، حتى الأدوية المضادة للذهان والأدوية المثبتة للمزاج، والمضادة للاكتئاب، معظمها تساعد الذين يعانون من حالات بسيطة لمتلازمة (ADHD).
أنا أعتقد أن الاستمرارعلى الـ (كونسيرتا Concerta) بجرعة الـ 36 مليجراما من وجهة نظري كافية؛ لأنه إن كان لديك شيء من (ADHD) فليس من النوع الشديد، وليس من النوع الذي نعتبره مطبقا.
وهذه الجرعة بسيطة، ومن وجهة نظري تناولها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تشاور مع الطبيب الذي وصف لك هذا الدواء من أجل التوقف عن الدواء، وأعط نفسك فرصة -أو ما نسميه بالإجازة الدوائية-، أي أن تكون بدون الكونسيرتا في هذه الفترة، ويتم تقييم حالتك.
وطبعا استمرارك على الأدوية المثبتة للمزاج مهم جدا، وفي ذات الوقت لا تنس الجوانب الحياتية السلوكية، من حيث إيجابية التفكير، وإيجابية المشاعر، وإيجابية الأفعال، وحسن إدارة الوقت، العبادة، خاصة الصلاة على وقتها، التواصل الاجتماعي، هذه -يا أخي- كلها نعتبرها أسسا رئيسية للعلاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.