تصفيف شعري يجعلني أشعر بالضيق والألم.. أريد حلاً

0 10

السؤال

أنا فتاة سأتزوج قريبا، وشعري يسبب لي مشكلة عظيمة، أنا دوما أشعر بالعجز أمام مهمة تفكيك عقده وتمشيطه؛ لأني أخاف أن أشعر بالألم.

كما قد أشعر بالكسل القهري؛ مما يجعلني أهمل شعري في حين أن ذلك سيسبب لي الكثير من الألم، لصعوبة تفكيك العقد، وأنا أكره الشعور بالألم. شعري مجعد حتى أني بدأت أتساءل: لماذا يعذبني الله، ولماذا لا يكشف الله عني هذا الضر؟ بسبب شعري المجعد، كان يوجد حل، وهو حلقه، لكن حلقه لا يجوز في الإسلام للمرأة.

إذا: ما هو الحل الذي يحيلني إليه الإسلام؟ ألا يوجد من يهتم بشعري المجعد بدلا عني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك مجددا -ابنتنا الكريمة- باستشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل شر ومكروه، وأن يلهمنا وإياك الرشد والصواب.

وبداية نقول أيتها البنت العزيزة إن من محاسن الإسلام، أنه كره للمرأة حلق شعر رأسها، واختلف العلماء في درجة هذه المخالفة، هل هي من المحرم أم المكروه؟ وبعضهم يرى بأن حلق الشعر بالنسبة للمرأة لغير ضرورة تدعو إليه حرام، وبعضهم يرى كراهة ذلك، ومعنى الكراهة أنه لا يأثم إذا فعل، ولكن يؤجر إذا ترك.

فلو حلقت المرأة رأسها على هذا القول لا تأثم، ولكنها إذا تركت شعرها تؤجر، وهذا الحكم -أيتها البنت العزيزة- كما قلنا من محاسن الإسلام، ومزاياه، فإنه يحث على الجمال، ويدعو إليه، ويحب للإنسان أن يكون في أكمل هيئة وأحسن صورة، ونهيه عن حلق شعر المرأة كما يقول الفقهاء؛ لأنه مثلة؛ ولأنه تشويه لها، فينبغي للإنسان أن يستشعر هذا المعنى، ويستذكر نعمة الله تعالى عليه بما وهبه من الأشياء التي تجمله، وتحسن خلقه، ومن ذلك الشعر.

فتذكري أيتها البنت العزيزة ما لا يحصى من النساء اللاتي فقدن شعر رأسهن بسبب، أو بآخر من أنواع الأمراض، فتذكري نعمة الله تعالى عليك بهذه الهبة، وأكرمي هذا الشعر، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من كان له شعر فليكرمه، أي فليحسن تنظيفه، والاعتناء به.

ولا نرى أبدا في الأمر ما يدعو إلى كل هذا القلق، الذي تتألمين وتشتكين منه، بأنك تكسلين عن إصلاح شعر رأسك، فنسأل الله تعالى أن يجنبنا وإياك الكسل، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله تعالى من الكسل في صباحه ومسائه، كما في الحديث المشهور الذي يحفظه أكثر الناس: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل".

فإذا أدركت أنك في نعمة عظيمة، وأن الله تعالى وهبك ما حرم منه آخرون، سينقلب حالك من التأذي والتألم، والشكاية، إلى الفرح والسرور، والاعتناء بنفسك، شكرا لله سبحانه وتعالى على هبته وعطاياه.

ومع كل هذا نقول -أيتها البنت العزيزة-: إن الشريعة قد جعلت لكل مشكلة حلا، فإذا تأذت المرأة من شعرها، وكانت مريضة، تحتاج إلى حلقه، فإن الشرع يجيز ذلك ويستثنيه من حالات الكراهة أو حالات التحريم، للحاجة الداعية إليه، فإذا فرضنا أنك في حالة مرضية تستدعي حلق شعر رأسك، فإن هذه حالة مستثناة من الحكم الشرعي الأصلي، ولكننا لا نرى فيما وصفت ما ينبئ بأنك تعانين من حالة مرضية.

ولذلك نصيحتنا لك أن تعرضي عن هذه الأفكار التي تضرك ولا تنفعك، وأن تعلمي يقينا أن من جمال المرأة، بل هو نصف جمالها، وجود شعرها، وكانت الشريعة الإسلامية مطابقة للفطرة، ومحققة للمصلحة، ومتماشية مع الواقع الذي يألفه الناس ويعرفونه.

هنالك العديد من الوسائل للعناية بالشعر، حيث يمكنك استخدام شامبوهات وزيوت الشعر، والتي تفيد المرأة وتجعل شعرها سلسا وناعما حتى لو كان مجعدا، ويمكنك أخذ الخبرة من زميلاتك أو أخواتك، أو حتى أي موظفة في الكوافيرات والتي تقوم بالاعتناء بالشعر.

يمكنك كذلك تقصير شعرك وليس حلقه بالكلية، ولدينا فتوى بالموقع تجيز تقصير الشعر للمرأة، وذلك على الرابط الآتي: https://2u.pw/eV0Lz3s2.

إذا فالأمر سهل، والحلول متوفرة بإذن الله، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات