أريد الزواج من ابنة خالي لكن بينه وبين أمي خصام، ما العمل؟

0 0

السؤال

تعقيبا على الاستشارة رقم (2550834) والتي نصحتموني من خلالها أن أسارع بالزواج من ابنة خالي، كون ظروفها تناسب ظروفي.

الآن أستشيركم، كيف أتعامل مع الفجوة التي بين أمي وخالي وأسرته، فهو أخوها من والدها، وليست علاقتهم بالقوية، وهي تقول: إنه خبيث، كونه وبقية إخوانها قد أمسكوا الإرث بعد والدهم، وهي وأخواتها لم يعطوهن حقهن من الميراث، فكيف أفاتحها بالموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

نرجو أن تجد من خالاتك أو المؤثرات من محارمك من يستطيع أن يؤثر على الوالدة، ويوصل لها فكرة رغبتك في الزواج من بنت الخال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينها على قبول هذا الأمر؛ لأننا حقيقة لا نريد الآباء والأمهات والأجداد والجدات أن يحملوا الأبناء المشاكل الحاصلة بينهم، بين إخوانهم، بين أخواتهم، لا نريد أن نتوارث قطيعة الرحم وهذا العداء.

لا أعتقد أن الوالدة سترفض إذا أنت أحسنت الكلام معها، وبينت لها الظرف الذي أنت فيه، بل ينبغي أن تشجع هذا الارتباط، لأنه قد يكون فيه نوع من إعادة الصلات الجميلة بين الأرحام وبين الأهل، وأصلا هذا من أهداف الزواج، أن نقرب أمثال هؤلاء، ولا تتوقف عن زيارة خالك والوقوف معه؛ لأن هذا من صلة الرحم.

اجتهد دائما في تصبير الوالدة وتذكيرها أن الذي تفقده في الدنيا ستجده في الآخرة، وأن هذا الذي حدث من إخوانها بلا شك هو غير صحيح، لكن ما ينبغي أن يتحول إلى قطيعة رحم، ويتحول إلى غيبة ونميمة وإساءة لبعضهم، فالرحم حقها عظيم، بل إن قرب الأخوات من إخوانهن هو سبب لنيل بعض حقوقهن، إذا لم يتمكنوا من إعطائهم كل الحقوق، وهذا بلا شك ظلم؛ لأن الشريعة حريصة على أن تعطي الأنثى حقها، بل من حكمة هذا الشرع أنه جعل النساء من أصحاب الفروض، يعني الأنصبة غالبا في الميراث محددة تحديدا ربانيا من خلال الآيات، ومن خلال الأحاديث، لم يترك المجال فيها لرأي حاكم أو لرأي قاض، وإنما جعل الله تبارك وتعالى تلك الشريعة من أجل أن نلتزم بها، ومن أجل أن يلتزم بها جميع الرجال والنساء، ويكون بعد ذلك الحكم واضحا في أهمية إعطاء الأخوات والبنات حقهن من الميراث، الذي حدده الله وحددته السنة النبوية، حدده الله في كتابه أو من خلال الوحي الذي هو سنة نبيه الذي قال: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم أيضا وحي، والنبي صلى عليه وسلم ما كان ليتكلم من عند نفسه.

أخي الكريم: اجتهد أيضا في اختيار الوقت المناسب، في تأمين مخاوف الوالدة، في زيادة البر لها، وكما قلنا في طلب المساعدة من أخواتها، أو من العاقلات الفاضلات.

نسأل الله أن يعينك على إكمال هذا المشوار، وأن يجعلك سببا أيضا في تقريب الصلات بين الأرحام، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات