السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي تبلغ من العمر 14 سنة، وزنها 72 كلغ، وتعاني من نوبات الغياب منذ عمر 10 سنوات، وأخذت دواء زارونتين 9 سي سي مرتين يوميا، لمدة سنتين، ولكنها لم تتحسن، فتركت العلاج مباشرة لمدة 4 أشهر.
في تاريخ 17/10/2024، وهي في المدرسة أثناء الاصطفاف سقطت فجأة على الأرض في ساحة المدرسة، فهرعت المدرسات لأخذها إلى أقرب مستشفى، وبعد اتصالهن بي ذهبت للمستشفى لتخبرني الطبيبة: إن ابنتي جاءت ولديها نوبة صرع، وبعدها بقليل انتابتها نوبة ثانية.
أخذتها لطبيب مختص، وأجرى لها تخطيطا للدماغ والمفراس، والرنين، وكانت النتيجة أنها مصابة بنوبات الغياب دون أي مشكلة، وأجرينا لها بعض الفحوصات، وتبين أنها تعاني من فقر الدم، ونقص الحديد، ونقص حاد بفيتامين دال، وكتب لنا الطبيب دواء ديباكين -200 ملغ- مرتين في اليوم، وطلب مراجعته بعد شهر.
علما أنه انتابتها 8 نوبات خلال هذا الشهر، وكل النوبات في الليل أثناء النوم، أو بعد الاستيقاظ بقليل، وبعد المراجعة قام الطبيب بتغيير الدواء إلى ديباكين كرونو 500 ملغ، مقسمة إلى جرعتين في اليوم، كل جرعة نصف حبة، وعلاج ريفوتريل نصف حبة ليلا، ولا يوجد أي تحسن، وما زالت النوبات تنتابها ليلا عند النوم، أو بعد الاستيقاظ للتبول مثلا.
سؤالي: لماذا لم يتم إلى الآن السيطرة على هذه النوبات؟ وهل من الممكن علاج هذه الحالة والشفاء منها تماما؟ وهل يمكنها إكمال دراستها؟ فأنا حولتها إلى نظام الانتساب لتتمكن من الدراسة من المنزل، لكني قلق جدا عليها من ضغوط الدراسة، وأشعر بالخوف عليها، وأتمنى منكم أن تحيطوني علما بكل ما هو ممكن أن يحدث، وهل هناك محفزات يجب الابتعاد عنها؟ وهل هناك مثبطات يمكن تناولها لتساعدنا في التخلص من هذه النوبات؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى العفو والشفاء لهذه الابنة.
أخي الفاضل: الإجراء الذي تم هو الإجراء الصحيح، حيث إنكم قمتم بعرضها على الطبيب المختص، والذي أجرى لها كل الفحوصات اللازمة، وتخطيطا للدماغ، وصورا للرنين المغناطيسي، -والحمد لله- اتضح نوع النوبات التي تأتيها، ولا توجد أي مشكلة بالنسبة للمخ، وهذا شيء مبشر جدا.
بالنسبة للعلاج: طبعا -يا أخي- علاج التشنجات الصرعية في المقام الأول هو الدواء، ويجب أن يكون هنالك التزام قاطع بالدواء، والدواء لا بد أن يكون بالجرعة الصحيحة.
هذه البنية -حفظها الله- وزنها 72 كيلو، وإذا قلنا أن الجرعة الصحيحة من الديباكين هي من 20 إلى 30 مليجرام، لكل كيلوجرام من وزن الإنسان، فقطعا جرعة الـ 500 مليجرام يوميا من الديباكين ليست كافية لها أبدا.
دعنا نأخذ فرضية الحد الأدنى من الجرعة، وهي 20 مليجراما لكل كيلوجرام، هذا يعني أنها تحتاج على الأقل إلى 1400 مليجرام في اليوم من الديباكين، حتى الديباكين كرونو الجرعة هي نفسها.
هذه الابنة على الأقل يجب أن تعطى 1000 مليجرام في اليوم كمرحلة أولى، والريفوتريل دواء جيد، ولكن ليس له علاقة طبعا بالديباكين، ولا يتفاعل معه سلبيا، إنما هنالك نوع من الفعل التعاضدي بين الدوائين، لكن الديباكين سوف يظل هو العلاج الرئيسي.
طبعا من الضروري جدا أن ترجعوا لطبيبها، وتقدموا له مقترحاتنا هذه، وهي أن جرعة الديباكين ليست كافية، وهنا تعطى الجرعة الكافية حسب وزنها فحسب، ونتمنى أن هذه النوبات سوف تتوقف، وإذا افترضنا -يا أخي- لا قدر الله أن النوبات استمرت بعد إعطاء جرعة الديباكين الكاملة -والتي ربما تصل إلى 1500 مليجرام في اليوم في حالتها، إذا لم تتوقف هذه النوبات- في هذه الحالة سوف يتخذ الطبيب إجراءات أخرى، وذلك بإضافة أدوية أخرى مثل: (الكيبر) أو (التيجراتول)، وهذه كلها علاجات مفيدة، والحمد لله العلم تطور جدا فيما يتعلق بعلاج هذه النوبات.
أخي: بالنسبة لي بخصوص التحوطات العامة: طبعا هذه الفتاة -حفظها الله- يجب أن نساعدها على أن تنقص وزنها، هذه نقطة ضرورية ومهمة.
والأمر الآخر هو: أن تتجنب الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، لكن هذا لا يعني أبدا أن نفرض عليها حماية تربوية زائدة، لا، يجب أن تكون مثل بقية البنات في عمرها، يجب أن نوجهها لما هو صحيح، وننهاها عما هو خطأ، هذه نقطة ضرورية جدا أيضا.
تجنب الإجهاد دائما يأتي من خلال تجنب السهر، هذا مهم جدا، إذا تجنبت السهر ونامت مبكرا؛ هذا يعني أنها سوف تأخذ القسط الكافي من الراحة الجسدية.
طبعا أيضا تجنب شرب السوائل بكميات كبيرة، هذا أيضا من الأشياء التي ربما تشكل نوعا من الحماية لتجنب هذه النوبات.
كما أن الأضواء الساطعة يجب أن تتجنبها، أيضا الإضاءة الحادة والمتذبذبة التي تصدر من التلفزيون أو من التلفون، أو من أي مصدر آخر، من المستحسن أن تتجنبها.
وطبعا، أن يكون مستوى الحديد لديها ممتازا، هذا أمر ضروري جدا ومطلوب، وطبعا تحسن مستوى الحديد في الدم يؤدي إلى تحسن في مستوى الهيموجلوبين، وهذا ضروري، كما أن فيتامين (د) أيضا من الفيتامينات المهمة جدا بالنسبة للصحة النفسية أو الجسدية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله توفيق والسداد.