السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 27 سنة، أعيش في الخارج، وعندما كنت في بلادي تعرفت على فتاة من خلال الدراسة، وكنا على علاقة دامت 7 سنوات، أردت خطبتها، لكني لم أكن مستقرا، كنت طالبا، وتكلمت مع والدتي عن الفتاة، وقالت: يجب عليك الصبر قليلا، بعدها وقعت بيننا المشاكل، وانقطعت العلاقة بيننا.
شعرت أني أخطأت، فحاولت التواصل معها، وأخبرتها بأني سأرسل أخي ليتفاهم مع أهلها في موضوع الزواج، ولكنها رفضت، وبعدها ترددت، وقامت بحظري على جميع مواقع التواصل.
أنا في حالة سيئة جدا، لا يمكنني التركيز في عملي، حتى الأكل لا أقدر عليه، ومحتار جدا، أريد الآن إرسال أختي لتخطبها، لكني خائف من ردة فعلها، وعائلتي على علم بعلاقتنا، وأنا خائف من رفضها الحديث مع أختي.
أريد نصيحتكم، مع العلم لا يمكنني العيش من دونها، فأنا أحبها كثيرا، وتعلقت بها، فبماذا تنصحوني؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخانا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر فيه طاعة لله تبارك وتعالى.
وأرجو بداية أن تستغفرا على العلاقة التي لم يكن لها غطاء شرعي، ولا مانع من أن يحصل تواصل بين شقيقتك وبينها، ونقترح عليك أن يبدأ هذا التواصل بالهاتف، وإذا كانت تعرفها من قبل فهذا أمر سهل، وإذا لم يكن كذلك فلا مانع أيضا أن تتواصل معها، لأن هذا فيه رفع للحرج عن الطرفين، فالمواجهة المباشرة قد يكون فيها حرج، وقد تواجه ذلك بالرفض، لكن نقترح أن تبدأ أختك معها بالمراسلة، من باب التعرف عليها، لعلنا على الأقل نعرف ما هي أسباب هذا الرفض، وما هي أسباب هذا الحظر وامتناع إكمال الطريق معك، وهذا بلا شك له علاقة بالمشكلات التي حصلت من قبل بينكما.
وإذا كان هناك مجال في أن تتواصل معنا وتبين لنا نوع الخصام، ونوع المشاكل التي حدثت، حتى نتعاون في اتخاذ القرار الصحيح، لأن القرار الصحيح يحتاج إلى نظر لتلك المشكلات وأسبابها، وأيضا النظر في عواقب الأمور ومآلاتها، وبعد ذلك لا بد أن ندرك أن العلاقة الزوجية الناجحة ينبغي أن تبنى على الرضا والتوافق التام، وعلى الميل المشترك من الجانبين، فلا يصلح أن تميل إليها وهي نافرة منك، فلا خير في ود يجيء تكلفا، ولكن إذا علم السبب بطل العجب.
ونحن نقدر المعاناة التي أنت فيها من حرصك على إكمال هذا المشوار، لكن دائما نقول: لعل هذه المعاناة رغم صعوبتها أفضل من حصول الزواج، ثم حصول المشاكل بعد ذلك؛ لأن الثمن حينها سيكون غاليا.
فلذلك أرجو ألا تحاول الإقدام على خطوة إلا بعد دراستها، وبعد التأكد أن أسباب تجدد الخصام غير موجودة؛ لأن الخصام ثم العودة ثم الخصام ثم الحظر؛ هذا يعطي مؤشرات لا نستطيع أن نبني بعدها علاقة زوجية يمكن أن تستمر طويلا، ولذلك أرجو أن تتريث، ولا مانع من أن تكون المحاولة لأختك التي ينبغي أن تفهم وتتوقع ردة الفعل، وتضعها أمام الصورة الحقيقية لهذه العلاقة التي وصلت بينك وبين الفتاة المذكورة.
وأكرر دعوتي لك بالتوبة، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فإن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ولذلك إذا تاب الإنسان وبدأ حياته بطريقة صحيحة، وجاء للبيوت من أبوابها، فأرجو أن يكون في ذلك الخير.
عموما نحن بحاجة إلى معرفة سبب الرفض، وسبب هذا الذي يحدث منها؛ حتى نستطيع أن نتعاون معك في اتخاذ القرار الصحيح، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.