مشروعية الزواج من امرأة أخرى حتى مع وجود الاستقرار العائلي

0 487

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني شاب في الثالثة والثلاثين من عمري، متزوج وعندي ابنتان وأحب زوجتي وأسرتي، وقد أعجبت بفتاة متدينة وأرغب في الزواج منها، وبإذن الله ستكون هي وزوجتي عونا لي على طاعة الله، مع العلم بأني والحمد لله ميسور الحال وأستطيع أن أعول أسرتين.

صليت صلاة الاستخارة وصارحت تلك الفتاة فوافقت، ولكن الآن يساورني شك وخوف، أهذا الأمر خير لي أم فتنة من الشيطان!
السؤال:
1- على ماذا أبني قرار السعي في هذا الموضوع؟ أم أنصرف عنه؟
2- زوجتي ترفض فكرة التعدد، فهل تنصحونني بأن أسعى ويفعل الله ما يريد؟ علما بأني - بإذن الله - لن أهدم بيتا في سبيل بناء بيت آخر.
3- علمت بأن نتيجة صلاة الاستخارة تكون بالسعي في الموضوع، وإن يسره الله يكن خيرا بإذنه، وإن لم ييسره الله يكن هذا أمره، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يبارك لك في أهلك وأن يقدر لك الخير، واعلم أنه ليس في شريعة الله المباركة ما يحول بين الرجل وبين الزواج بثانية وثالثة ورابعة؛ حيث قال تعالى: ((فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع))[النساء:3]، ولكن شريعة الله تشترط العدل الكامل في الأمور كلها إلا في ميل القلب؛ فإن الإنسان لا يملكه وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعدل بين زوجاته في كل شيء ويردد: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)، وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه له زوجتان، فكان لا يشرب الماء في بيت الثانية إذا كان اليوم للأولى.

وحتى بالنسبة لميل القلب فإنه يجتهد في عدم إظهاره؛ لأنه يملك الإظهار وعدمه، وإذا كان عندك شك وخوف وتردد فنحن لا ننصحك بالاستمرار في هذا الطريق، خاصة وقد ذكرت ما تنعم به من استقرار وهدوء بال، كما أن القرار في هذا الأمر ينبغي أن يبنى على قناعة وحسن تقدير للمسؤوليات واستعداد لتحمل التبعات، وأنت أدرى بنفسك من غيرك!

وأرجو أن تعلم أنه ليس من شروط النكاح بثانية رضا الأولى، وقد تحتاج لمقدار كبير من الصبر والاحتمال، ومن الضروري أن تعرف لزوجتك الأولى فضلها، ولا بأس من إكرامها وإدخال السرور عليها إذا أردت الزواج بثانية، مع توقع نفورها لبعض الوقت، ولن تصلح البيوت إلا بطاعة الله والعدل، وقد أسعدني إصرارك على المحافظة على زوجتك الأولى في كل الأحوال وقد أحسنت؛ فإنك قد أنجبت منها العيال.

أما بالنسبة للاستخارة فهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلم السورة من القرآن، وقد يجد الإنسان بعد أدائها انشراحا وتيسيرا للأمور، وليس من شروطها أن يرى رؤيا في نومه، وليس في وجود بعض المنغصات ما يدل على أن النتيجة سلبية، وتكون عاقبة من يصليها مريحة؛ لأنه أدى ما عليه وتوكل على ربه وسأله في يقين أن يقدر له الخير وأن يصرف عنه الشر.

مواد ذات صلة

الاستشارات