يعد الفتيات بالزواج وهو لا يستطيع تحقيق وعوده!!

0 5

السؤال

ما عقوبة الشاب الذي يعد بالزواج، ثم يخلف بوعده، ويذهب إلى فتاة أخرى؟ وما عقوبة الأهل الذين يمنعون ابنهم من الزواج بفتاة يريدها لأسباب تافهة؟

ملاحظة: شاب كان يعلم نفسه أنه ضعيف الشخصية، وأنه لا يستطيع فعل شيء، ولكن رغم ذلك وعد فتاة بالزواج، وأعطاها أملا، وجعلها تصبر شهورا وسنين، ثم ذهب، ما حكمه؟ ما عقوبة هذا الشاب وهو يعد ويتكلم، ويعطي أملا في الزواج، وهو يعرف نفسه أنه ضعيف الشخصية، وأنه لن يستطيع فعل شيء ومع ذلك يعد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

إخلاف الوعد من صفات المنافقين، كما قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "آية المنافق ثلاث...ومنها: وإذا وعد أخلف". وهذا إنما يكون مذموما بهذه المرتبة والدرجة، إذا كان الإنسان قاصدا الإخلاف وقت الوعود، أما إذا وعد بشيء ثم عجز عن تحقيقه، فإنه لا يشمله هذا الذنب الوارد في الحديث.

وعلى كل حال، فإننا ننصح الفتاة التي تتعرض لمثل هذا العمل، أن تتوجه نحو الشيء الذي يعود عليها بالنفع والمصلحة، فمجرد التحسر على الماضي، والتألم من فعل هذا الشاب، والسؤال عن عقوبة هذا الشاب لا يعود عليها بشيء نافع في حياتها، فتفوض الأمور لله تعالى، وتكل أمر هذا الشخص إلى الله تعالى إن كان يقصد الإساءة إليها وظلمها، وتعطيل حياتها هذه المدة، فإن الله تعالى سيجازيه بما فعل، وإن كان لغير ذلك، فالله تعالى أحكم الحاكمين.

النافع لها هو التوجه نحو تحقيق مصالحها، والحرص على ذلك بما تستطيعه من أسباب وأدوات، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز"، وفضل الله تعالى واسع وخيره عميم، وخزائنه ملأى، فنحن ننصح من تتعرض لمثل هذه الحال: أن تتوجه الى الله تعالى، وأن تحسن علاقتها بالله، بأداء الفرائض، واجتناب المحرمات، وكثرة الدعاء، بأن يرزقها الله تعالى الزوج الصالح، وتفوض أمورها لله، وتأخذ بالأسباب المعينة على ذلك، مثل التعرف على النساء الصالحات، والفتيات الطيبات، فإنهن خير من يعين على تحقيق تحصيل الزوج الصالح، وتبتعد عن العلاقات بالشباب؛ فهي ليست طريق الزواج، إنما طريق الزواج معروف، وهو طرق باب الأهل بالخطبة، وحصول التعارف أثناءها بما يحقق التهيؤ والاستعداد للزواج من عدمه، أما العلاقات والاغترار بمعسول الكلام والوعود من الشباب؛ فهذا طريق خطر، تجرع مرارته الكثير من الفتيات.

فإذا فعلت ذلك، فإنه ينبغي لها بعد ذلك أن ترضى بقضاء الله تعالي وقدره، فإن ما يقدره الله تعالى لنا خير ممن نختاره نحن لأنفسنا، فهو رحيم بنا، وعالم بمصالحنا، وقد قال سبحانه وتعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، والقرآن علمنا أن كل شيء قد قدره الله تعالى وكتبه قبل أن نخرج إلى هذه الدنيا، وكذلك علمنا ذلك المعنى رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فقال الله سبحانه: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ۚ إن ذٰلك على الله يسير * لكيلا تأسوا علىٰ ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ۗ )، فإن كل ما نلاقيه في هذه الحياة من أقدار وأرزاق، قد كتبها الله تعالى قبل أن نخرج إلى هذه الدنيا.

فإذا اطمأن قلب الإنسان لهذه العقيدة، لم يحصل له الحزن على شيء فات؛ لأنه يعلم يقينا أنه ما لا يمكن أن يكون، لا يمكن أبدا أن يحصل ذلك؛ لأن الله قد قدر أنه لن يحصل، ومن ثم فلن يحصل، فيذهب عن قلب المؤمن الهم والحزن على الشيء الفائت، ويقل في قلبه الفرح والغرور بالشيء الحاصل، فهذه أهم ثمرات الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات