السؤال
السلام عليكم.
أنا ناقمة على حياتي، وأتمنى لو كنت أعيش حياة ثانية؛ فبعد موت ابنة عمي بعد عودتها من المستشفى تغيرت حياتي كثيرا، وصرت أحب حياتي، وأصبحت أطيل الجلوس مع أهلي، وأخشى عليهم من أن يموت أحد منهم، وأن يحدث له مثل ما حدث مع ابنة عمي، فتنتابني الأفكار السلبية، والتفكير الزائد، وماذا لو فقدت أبي أو أمي، فأبدأ بالبكاء.
أرجو أن تساعدوني؛ فأنا لا أستطيع مذاكرة دروسي في أهم سنة مصيرية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -بنيتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أولا: أدعو الله تعالى بالرحمة لابنة عمك، داعيا الله تعالى بأن يحسن إليها، ويرفع من قدرها في جناته عز وجل.
ثانيا: أحمد الله تعالى لك -بنيتي- على أن موقفك من حياتك وأسرتك قد تغير بالشكل الإيجابي؛ فهذه نعمة عظيمة، وكما يقول الله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، فالحمد لله على ما أنعم عليك، وهذا أمر طيب تشكرين عليه.
نعم إن ما تعانين منه هي حالة من ردة فعل طبيعية لحادث مفاجئ، وهو وفاة ابنة عمك، ولا أدري ماذا كانت تعاني منه بحيث اضطرت إلى دخول المستشفى، ولا شك أن هذا كان مفاجئا لكم جميعا؛ فعندما يخرج الإنسان من المستشفى، فإن هذا من المفترض أن يدل على أن وضعه الصحي أصبح جيدا؛ مما استدعى خروجه من المستشفى، ولكن ما حصل هو العكس -رحمها الله تعالى-.
المهم أنك تعانين من ردة فعل فيها الكثير من التوتر، والقلق، والخوف من موت أحد أفراد الأسرة، أو غيرهم.
أولا: هذه ردة فعل طبيعية، نفسية، إنسانية.
ثانيا: ستخف من خلال الوقت، وخاصة عندما تحاولين أن تركزي جهدك -كما ذكرت- على دراستك، وممارسة الأنشطة التي تخفف عندك هذا التوتر، ومنها طبعا الصلاة، وتلاوة القرآن، والدعاء لابنة عمك.
ثالثا: ممارسة الأنشطة الرياضية، وأقله المشي.
رابعا: التأكد من النوم لساعات معقولة.
خامسا: التغذية الصحية المناسبة.
إن الخروج إلى الطبيعة أمر مفيد جدا، ويقال بأن الإنسان يحتاج على الأقل إلى ساعتين مع الطبيعة، سواء كان الخروج إلى البحر، أو الجبل، أو الحديقة، المهم أن يتنفس الصعداء في الهواء الطبيعي على الأقل ساعتين في الأسبوع.
أدعو الله تعالى أن يخفف عنك هذا التوتر والقلق، وأن يجعلك من الناجحات والمتفوقات.