أشعر بالضعف أمام نفسي في مقاومة رغباتي

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب، أعاني من ضعفي أمام نفسي كثيرا في مقاومة رغباتي الملحة في اتباع نفسي عوضا عن الدراسة، والأمر مرهق للغاية، ويسبب لي الكثير من التأخر في دراستي، علما بأني جيد في فهم موادي الدراسية، ولا أعاني على الأغلب من فهمها أو صعوبتها، ولكن تكمن الصعوبة في عدم الدراسة من الأساس، فما حل هذه المشكلة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياك الله -أخانا الكريم-، ونسأل الله أن يعينك على التغلب على هذا التحدي، ويرزقك الهمة العالية والبركة في وقتك.

ما تصفه يعكس صراعا داخليا بين رغبتك في الإنجاز وبين ضعف الإرادة أمام شهوات النفس أو الملهيات.

المشكلة ليست في قدرتك على الفهم أو التحصيل، بل في القدرة على ضبط النفس، وتنظيم الوقت، هذه الحالة قد تكون ناتجة عن عادات مكتسبة، أو افتقار إلى محفزات قوية ومستمرة.

إليك بعض النصائح:

- اجعل نيتك في الدراسة خالصة لله، واعلم أن العلم عبادة إذا كان المقصد منه خدمة الدين، أو نفع الأمة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" رواه مسلم.

- ضع أهدافا يومية صغيرة ومحددة يمكن تحقيقها، مثل: دراسة موضوع معين خلال ساعة.

- استحضر أن الإنجاز البسيط اليومي يؤدي إلى تراكم النجاح على المدى الطويل.

- استخدم تقنية البومودورو (Pomodoro): ركز على الدراسة لمدة 25 دقيقة، ثم خذ استراحة قصيرة؛ هذا يساعد على تقليل الشعور بالتعب.

- حدد مكانا مخصصا للدراسة بعيدا عن مصادر التشتيت مثل الهاتف أو الإنترنت، إلا إذا كنت تحتاجه في الدراسة.

- حاول الدراسة مع أصدقاء يشجعونك على الالتزام.

- اجعل لنفسك جدولا يوميا مرتبطا بوقت الصلاة لتربط دراستك بالعبادة.

- قم بمحاسبة نفسك يوميا: ماذا أنجزت؟ وما الذي أخفقت فيه؟

- كافئ نفسك بعد تحقيق الأهداف الصغيرة، مثل استراحة أو شيء تحبه.

- أكثر من الدعاء: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل"، و"رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري".

- إذا شعرت بالثقل في بدء الدراسة، ابدأ ولو بخمس دقائق فقط، غالبا ما تجد نفسك مستمرا بعد أن تبدأ.

• من المنظور النفسي قد يكون هناك نوع من تجنب المهام (Task Avoidance)؛ بسبب الشعور بعدم الارتياح، حتى لو لم تكن صعوبة المادة هي السبب، الحل هو التعرف على هذا الشعور، وتجاوزه من خلال التقسيم إلى خطوات صغيرة جدا، كما ذكرنا سابقا.

• قال الحسن البصري -رحمه الله-: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك".

• عليك بالصحبة الصالحة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" رواه الترمذي، احرص على مصاحبة من يشجعونك على الاستقامة والجد.

• عليك بالتوازن بين النفس والعبادة والعمل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو: "إن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا" رواه البخاري. خصص وقتا للراحة، ولكن بضوابط.

تذكر أن السعادة الحقيقية ليست في الاستسلام للنفس والراحة المؤقتة، بل في الإنجاز والشعور بقيمة ذاتك من خلال العمل والجد، قال الشاعر:
إذا غامرت في شرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم

نسأل الله أن يوفقك ويسددك، وإذا احتجت لأي مساعدة إضافية، فنحن هنا دائما لدعمك.

مواد ذات صلة

الاستشارات