لم تعجبني الفتاة ومع ذلك عقدت عليها والآن أفكر في تركها.. انصحوني

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعجبت بفتاة تدرس معي، أعجبت بحشمتها وعدم وضعها للمكياج وتدينها نوعا ما، بعد أن أنهيت دراستي تكلمت مع أهلي عنها حتى أخطبها، فطلب والدي الذهاب للنظرة الشرعية، وقمت بذلك طاعة له، وأنا فعلا أريد الفتاة، ذهبنا إلى منزلها -بعد صلاة الاستخارة-، وعندما رأيتها دون خمار لم تعجبني، ولسبب أو لآخر كتمت ذلك في نفسي، خوفا من إيذائها نفسيا.

بعد 15 يوما عقدنا العقد الشرعي، وأصبحنا نتكلم في الهاتف، بعدها اكتشفت أنها ذهبت في رحلة مختلطة مع المدرسة الخاصة التي كنا فيها، فزاد ندمي لأني عقدت عليها!

حاليا: نحن في جدال دائم على طريقة لباسها، والفتاة تقول: إنه شرعي، وأنا لا أرى ذلك، ولا أحب كثرة خروجها من المنزل، بسبب التكوينات التي تتلقاها في مدارس خاصة مختلطة! والآن أفكر في فسخ الخطبة، علما أن هذا القرار سوف يؤذينا معا، وكذلك والدينا!

أرجو منكم الدعاء بالرشاد وسداد الرأي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نذير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

ونذكرك بأن الإمام أحمد -رحمه الله- لما أراد الزواج أرسل إحدى قريباته، فقالت: وجدت لك فتاتين، الأولى بارعة في جمالها، متوسطة في دينها، والثانية متوسطة الجمال، لكنها متينة الدين، فقال: أريد صاحبة الدين، وتلك وصية رسولنا الأمين -صلى الله عليه وسلم-.

إذا كانت الفتاة كما أشرت في البداية، محتشمة، ولا تضع المكياج، وعندها نوع من التدين، فهذا من المرجحات في الاستمرار وإكمال المشوار، واعلم أن الإنسان لا يمكن أن يجد الكمال، فالنقص يطاردنا رجالا ونساء، ورغم ذلك فأنت صاحب القرار.

لكن أرجو ألا تستعجل في مسألة الفسخ، وحاول أن تحشد الأشياء الإيجابية، كلما ذكرك الشيطان بالسلبيات، أما ما يحصل من مخالفات واختلاط، فلا بد أن يحسب، ولا بد أن تعرف الفتاة الحدود الشرعية، ولا مانع من أن تشجعها بالكتابة إلينا، حتى نستمع لوجهة نظرها، ونستمع للقناعات التي عندها، ثم ننصحكما، ونقول هذا لأننا لا نريد الاستعجال في مثل هذه الأمور، خاصة وقد أشرت إلى أن التوافق حصل بين الوالدين، وأن التوافق بينكما كان إلى درجة عالية، ثم بعد ذلك تكشفت لك بعض الأمور التي تزعجك.

ندعوك إلى الوقوف مع النفس، ووضع الإيجابيات، والنظر فيها، ووضع السلبيات إلى جوارها، ثم بعد ذلك دراسة هذه الأشياء، وتذكر أن الكمال محال، وحاول دائما أن تتأكد من إمكانية تحسينها لحجابها، وامتناعها عن المخالفات التي أزعجتك، وأنت تشكر على هذا، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير ثم يرضيكما به.

وبالتالي أيضا لا بد أن نرى الخيارات المتاحة بالنسبة لك ولها، لأن القرار الصحيح ينبغي أن ينظر في عواقب الأمور، ومآلاتها ونتائجها.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، ثم يرضيكما به.

مواد ذات صلة

الاستشارات