السؤال
أعاني منذ الطفولة من الخوف من الظلام والمرتبط بخوفي الشديد من الجن! ويتراوح هذا الخوف، ففي بعض المرات يكون شديدا لدرجة أنني أسهر حتى شروق الشمس، وفي بعض المرات يكون خفيفا وحينها أستطيع النوم، ولكن بعد إشعال الضوء!
أشعر أن بداخلي طفلا صغيرا؛ فلا أستطيع الدفاع عن نفسي عندما أتعرض لهجوم كلامي، وأيضا أكون سريع البكاء مع أنني في 25 من العمر! بالإضافة إلى القلق والتوتر.. فما هو الحل؟؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
فأيها الأخ الفاضل: لابد للإنسان أن يعرف أنه ليس ناقصا عن الآخرين، وأن من حكمة الله تعالى ورحمته وعدله أن الناس تشترك في معظم متطلبات بناء الشخصية؛ بمعنى أن لكل إنسان قوته ومقدراته وحلقات قوته وحلقات ضعفه، ولكن في بعض الأحيان نحن نقلل من قيم أنفسنا أو لا نقيم أنفسنا بالصورة الصحيحة وهذا هو الذي يؤدي إلى مثل المشاعر السلبية التي أصابتك.
أخي أرجو أن تسأل نفسك سؤالا: لماذا تفكر مثل هذا التفكير؟ اسأل نفسك هذا السؤال: لماذا لا يكون تفكيرك معاكسا تماما لهذا التفكير، بحيث أن ترى نفسك أنك إنسان قوي، وأنك إنسان مقدام وأنه لا ينقص شيء بفضل الله من الآخرين؟ أخي العملية تحتاج فقط لبناء خارطة تفكير مختلفة وجديدة، هذا هو الذي تحتاجه، وأنت إذا نظرت في أعمالك فسوف تجد أن لديك إنجازات وأن لديك إيجابيات وأن إمكانياتك أكثر مما تتصور، أرجو يا أخي أن تنظر إلى ذلك.
كما أنه عليك أن تأخذ القدوة الطيبة من الأصدقاء ومن الصحبة الخيرة، أرجو أن تتمثل بهم وأن تحاول أن تقلد أفعالهم، هذا إن شاء الله يجعلك أكثر قوة وثقة بنفسك.
قضية الخوف من الظلام والخوف في أثناء الطفولة، هذا قد يكون أمرا عاديا ويحدث في كثير من البيوت وفي كثير من المجتمعات، ولكن الحمد لله أنت الآن في عمر الرجولة وفي عمر القوة ويجب أن تتذكر ذلك.
قضية الخوف من الجن، الجن من مخلوقات الله ولكنهم بالطبع أضعف من الإنسان، وأن الإنسان قد كرم عليه، هذه حقيقة يا أخي، التزم بصلواتك وبعباداتك وبوردك القرآني، وصدقني أنك لن تخاف شيئا في هذه الدنيا مطلقا.
أرجو أن تسلح نفسك بالقناعة والقوة الذاتية واليقين، كما أنه لابد أن تقوم بخطوات عملية وهي أن تؤهل نفسك عن طريق العمل، كن ملتزما بعملك، كن منضبطا فيه، كن حسن الأداء، هذا سوف يرفع قيمتك أمام الآخرين وأمام ذاتك، وهذا أمر مهم جدا.
شارك يا أخي في كل المناسبات الاجتماعية، في الأفراح، في الأتراح، حاول أن تتواصل، هذا كله إن شاء الله يؤدي إلى بناء إيجابي في شخصيتك، وأرجو أن تعالج القلق والتوتر عن طريق التعبير عن الذات، عبر عن ذاتك ولا تحتقن داخليا، ولا بأس أبدا من أن تأخذ أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، والدواء الذي أودك أن تأخذه يعرف باسم موتيفال، يمكن أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم ليلا لمدة شهرين ثم تتوقف عنه، علما بأن هذا الدواء لا يحتاج لوصفة طبية، كما أنه الحمد لله ليس بباهظ التكلفة.
أسأل الله أن يوفقك، وعليك أن تثق في مقدراتك وأنت إن شاء الله أفضل مما تتصور.
وبالله التوفيق.