قلة التركيز وضعف الذاكرة أدت إلى تأخر ابنتي دراسيًا، فماذا نفعل؟

0 1

السؤال

السلام عليكم.

عمر ابنتي ٨ سنوات ونصف، وهي تعاني من تأخر شديد في الدراسة، وتأخر بسيط في الكلام.

كانت طبيعية جدا، وبدأت تقول الكلمات البسيطة وهي في عمر السنة والسنتين، ومشت في عمر السنة، وكل شيء كان طبيعيا، ولكن بعد ذلك بدأت ألاحظ عليها تأخرا في الكلام وهي في عمر الخمس سنوات، كما لاحظت أن عينها تغيب لثوان، مع هزة بسيطة في جسمها عندما تعود لتركيزها.

وقد ذهبت لطبيب المخ والأعصاب، وأجرى لها الرنين المغناطيسي، وكان طبيعيا جدا، ولكنه وجد أن رسم المخ فيه شحنات كهربائية primary generalized epilepsy، فقال لي: بأن ابنتي تعاني من absence، وأعطاها ديباكين، وهي مستمرة عليه منذ عامين ونصف، وقد زالت الشحنات الكهربية -والحمد لله-، ولكنها الآن تعاني من تأخر دراسي شديد جدا؛ فقد رسبت في الصف الثاني، وتريد المدرسة تحويلها إلى قسم ذوى الاحتياجات الخاصة.

الأمر مرهق جدا بالنسبة لي؛ فأنا أقضي وقتا طويلا جدا في تدريسها، وبمجرد غلق الكتاب لا تعود تتذكر شيئا من دراستها؛ فأنا أشعر أنه ليس لديها تركيز ولا ذاكرة.

وللعلم فقد كانت مدة الحمل بها 9 أشهر كاملة، وقد أنجبتها بولادة قيصرية، ولكنها كانت ولادة سهلة، ومتيسرة، وبدون أي مشاكل، ولم تدخل الحضانة، ولكنها عندما كانت صغيرة سقطت من السرير، ولم تصب بعد ذلك لا بقيء، ولا دوخة، ولا إغماء، فهل ما حدث لها من سقوط من السرير قد يكون السبب فيما تعانيه الآن؟

أنا أشعر بالذنب، وتأنيب الضمير، وأحتاج لدعائكم ونصحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعاني بعض الأطفال من حالات absence، أو نوبات الغياب؛ وهو نوع من الصرع يتميز بفترات قصيرة من فقدان الوعي؛ حيث قد يظهر الطفل وكأنه يحدق في الفراغ، أو غير مستجيب للآخرين، ويمكن أن يسقط ملعقة الطعام أثناء تلك النوبة دون أن ينتبه.

ويمكن أن تستمر هذه النوبات لبضع ثوان فقط، وقد تمر دون أن يلاحظها أحد، وغالبا ما تحدث بشكل متكرر طوال اليوم، والدواء الأشهر لعلاج نوبات الغياب هو (ديباكين)، ولا مانع من الاستمرار على الدواء، مع المتابعة الضرورية مع الطبيب المعالج.

ويحتاج بعض الأطفال -خصوصا من يعانون من الأمراض العصبية- إلى طريقة خاصة في التعلم تعتمد على الصور والمجسمات، مثل: مجسمات الحروف، والأرقام ذات الألوان المختلفة، مع التحدث مع الطفل باللغة الأم، وتجنب التحدث بلغتين، مثل: الإنجليزية والعربية في نفس الوقت؛ حتى لا يتم تشتيت الطفلة، وإعطاءها الفرصة للتعلم بلغة واحدة.

ولا مانع من الاستعانة بمدرس تربوي؛ لكي تصبح عملية التعلم مبنية على أساس تربوي، مع البدء في تعليمها قصار السور حفظا؛ لتنمية عملية التحصيل، ويمكنك الاستعانة بالسجادة الناطقة؛ لجعل عملية تعلم الصلاة شيقة وممتعة، مع الحرص على التغذية الصحية، وإعطائها 600 وحدة دولية من فيتامين (D3) يوميا بعد الغداء، وإعطائها الفواكه، والخضروات، والحبوب التي تحتوي على المزيد من الفيتامينات والأملاح المعدنية.

مع أهمية فحص صورة الدم CBC، وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & FT4؛ حيث إن فقر الدم، وكسل الغدة الدرقية يمثلان أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى صعوبة التعلم، مع أهمية ملاحظة سلوك الطفلة في المدرسة والبيت، وهل هي دائمة الحركة، أم يمكنها الجلوس أمام أفلام الكرتون؛ حيث يعاني بعض الأطفال من مرض صعوبة التعلم، وفرط الحركة ADHD.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات