كيف أتجنب الانتكاسة بعد التعافي من الوسواس؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبق وكنت تقدمت باستشارتين، وجزاكم الله كل خير على معلوماتكم الثمينة وخدمتكم.

أحببت أن أبلغكم أنني ولله الحمد، وبفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل القرآن الكريم -وبالأخص سورة البقرة وسورة ق-؛ قد تعافيت من جميع الوسواس، فقد مررت بجميع الوساوس، ومررت بشعور الاغتراب لمدة أربعة أشهر يوميا؛ مررت بفترة هي أصعب فترة في عمري كله، لكن ربنا سبحانه وتعالى يمنح الابتلاء كي نتقرب إليه أكثر وأكثر، وبفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل القرآن وعظمته، والدعاء بكل ما في القلب هون علي، فالله أحن علينا من أنفسنا، فالحمد لله، وهذا كذلك بفضل استشارتكم.

يبقى شيء واحد، وهو كلما أتذكر هذه الفترة أحزن بشدة أني ضيعت أربعة أشهر في أوهام، وأشعر بقلق وخوف، وأسأل نفسي: كيف أن تفكيري جلبني إلى هذا؟!

لكن في نفس اللحظة أقول الحمد لله أنها مرت، الحمد لله، فوالله أني قد مررت بجميع الوساوس واحدا تلو الآخر، ولكن الحمد لله الموضوع أصبح أفضل، خصوصا أني منذ شهرين لم أفتح جوجل، أو أسأل في أي شيء عليه؛ لأنه هو السبب الرئيسي لكل شيء.

أردت أن أطمئنكم، ولدي سؤال: ما هي الخطوات كي لا يحدث انتكاسة؟ أريد أن أمحو هذه الفترة المرهقة جدا.

للعلم: أنا لم أتناول الدواء سوى لفترة قصيرة جدا، لمدة أسبوع تقريبا، ثم توقفت عنه، شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- مجددا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكرك على مبادرتك بمتابعة أسئلتك السابقة، وأنك تطمئننا في سؤالك هذا، وأن -الله عز وجل- كتب لك التعافي من الأفكار الوسواسية القهرية التي عانيت منها، كما ذكرت لمدة أربعة أشهر، وبأنك لم تأخذ الدواء إلا لمدة قصيرة، فهذا أمر طيب نحمد الله تعالى.

ولكنا مسرورون أيضا أنك سألت عن الخطوات التي عليك اتباعها كي لا يحدث الانتكاس، وأنت أخي الفاضل طبيب، وتعلم أن الانتكاسة أحيانا متوقعة، وفي حال الوسواس القهري، أريد أن أقول عدة نقاط:

أولا: ليس من الشائع أن الإنسان يتعافى من الوسواس القهري في هذه المدة القصيرة (أربعة أشهر)، فاحمد الله تعالى على ذلك.

النقطة الثانية: الانتكاس يكاد يكون متوقعا، وخاصة إذا ازدادت ضغوطات الحياة عليك؛ لذلك الخطوة التي عليك أن تقوم بها أولا أن لا تتفاجأ إذا حصل شيء من الانتكاس، وبإذن الله تعالى لن تكون الأعراض شديدة كما كانت في الماضي هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني: حاول قدر الإمكان أن تبتعد عما يسبب لك القلق والتوتر، سواء بالابتعاد عن الأمور المزعجة أو بالتأكد من أنك ترعى نفسك، استجابة لتوجيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إن لنفسك عليك حقا)، فارع هذه النفس، بالصلاة، وتلاوة القرآن، والدعاء، ثم ببعض الهوايات المفيدة لك، كالرياضة وغيرها، وخاصة أنك في هذا العمر من الشباب، فأنت في الثامن والعشرين، والنشاط البدني يجب أن يكون في برنامجك الأسبوعي مرتين، أو ثلاث مرات في الأسبوع؛ مما يخفف عنك التوتر والقلق، بالإضافة إلى هوايات أخرى ترتاح إليها.

والنقطة الأخيرة أن الإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي، فاحرص على الحياة الاجتماعية مع الطيبين من أمثالك، سواء كانوا أقرباء أو أصدقاء وزملاء.

وأخيرا: إذا حدث وعادت الأعراض، فليس هناك ما يمنع من أن تعود إلى العلاج الدوائي، بالإضافة إلى الأمور التي ساعدتك في الفترة الماضية.

داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، ونشكرك على أنك طمأنتنا عن حالتك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات