تشخيص شحوب الوجه والسواد تحت العين وعلاجه؟

0 749

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من شحوب في الوجه وخاصة تحت العينين، أي دائما يوحي وجهي بأنني متعب ولم أنم أبدا، أي أن عيني متعبتان ويوجد تحتهما لون أسود تقريبا، علما أنني فعلا لا أنام كثيرا، وحتى وإن نمت يبق الأمر على ما هو عليه، فهل السبب يعود إلى التغذية أم ضعف في البصر؟

أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Marwan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيجب النظر إلى الموضوع من زاوية عريضة، ومعرفة الحالة العامة الصحية، وذلك من خلال معرفة الوزن وطبيعة الغذاء، وطبيعة النشاط الرياضي والمهني، وكذلك التحاليل الدموية التي هي ضرورة لإعطاء فكرة عن الحالة العامة للجسم، ومن التحاليل المطلوبة: Cbc وظائف الكبد والكلية، والدهنيات والسكر، والبروتينات في الدم، ومستوى الهيموغلوبين والهرمونات، خاصة الدرق، وتحليل البول والبراز مع وظائف الامتصاص.

وأما الشحوب بالأخص فيفضل فحص سريري عند طبيب عام لنفي الأسباب العامة.

وأما السواد أو الاسوداد حول العين بالخصوص فننبه إلى ما يلي:

يجب أن نتأكد من عدم وجود الأكزيما البنيوية، والتي تتظاهر باندفاعات حاكة ناكسة تأخذ توزعا وصفيا (أي واصفا للمرض) في الطويات لكل من الأطراف العلوية والسفلية، وتكون في مرحلتها الحادة نازة ومحمرة، وبعد أن تجف أو تخف تبدأ بالاسوداد، وقد يصاحبها جفاف جلد، أو يصاحبها حالات تحسسية أخرى مثل الربو أو الشرى، أو تتظاهر بشكل وسمي (أي واسم للمرض) على شكل تصبغات حول أو تحت العينين.

وعلاجها بشكل عام هو الوقاية وتجنب العوامل المهيجة للأكزيما، مثل الصوابين والمحسسات الأخرى التي يمكن أن تكون طيارة (أي تطير كالرذاذ ولا نميزها في الجو أو زغب ريش الطيور أو غبار الطلع وهكذا).
وتعالج بالمرطبات للبشرة عند اللزوم، أما مستحضرات الكوتيزون فلا نصفها قبل معاينة الحالة وتشخيصها، ويجب أن تكون على شكل كريم، ومن الأنواع الخفيفة ولا نستعمله لفترة طويلة إلا تحت إشراف الطبيب.

أحيانا: يكون هناك توزع عائلي (أي يزيد عند بعض العائلات)، وأحيانا هناك توزع عرقي (أي يزيد عند بعض الأعراق خاصة العرق الأسود أو الأسمر)، وهناك أسباب أخرى كالكلف وما يتلو العطور من تصبغات، وما بعد الأذيات الجلدية أو تصبغ ما حول العينين بسبب الإرهاق والسهر.

أما العلاج: فالغاية منه هي غاية تجميلية وليست ضرورة طبية، بتجنب وعلاج ما يمكن من الأسباب السابقة:

يفضل تجنب التعرض للشمس، لأنها تحرض على تشكيل الصباغ في الجلد، أما إن كان هناك ضرورة للتعرض فباستعمال واقيات الضياء مثل أكسيد الزنك أو الـ (بابا) 15% فما فوق، وعلينا أن ننتبه ألا يكون مسببا للحساسية لمن يدهنه، ويفضل استعمال واقيات الضياء قبل الخروج صباحا وقبل العودة ظهرا، وعدم فرك الموضع وعدم تهييجه.

تناول فيتامين ث (C ) ومضادات الأكسدة أو حتى استعمالها موضعيا.

هناك بعض المواد القاصرة (مركبات الإلدوكين 2% أو 4% تدهن مساء مع الدلك اللطيف) تستعمل لمدة شهرين أو أحيانا أكثر، ويجب أن تطبق فقط على البقع السمراء، ويجب الانتباه إلى أن الإفراط في استعمالها قد يؤدي إلى نقص اللون في الجلد، (ويلاحظ أن 2% أقل فاعلية وأكثر احتمالا والعكس 4% أكثر فاعلية وأقل احتمالا)، ويفضل ألا يزيد التركيز عن 2% حول العين.

يمكن استعمال مستحضرات الريتنويدز، والتي تحدث تقشيرا تدريجيا يؤدي إلى تحسين المنظر العام للبقع، ولكن يجب استعماله لدورات عديدة، والدورة فيها لا تقل عن 6 أسابيع، وهناك مستحضرات خاصة لهذا الموضع مثل ريتينوكس الخاص بما حول العين.

التقشير الكيميائي بيد الطبيب المختص وذلك باستعمال (تي سي أي) والذي لا يستعمل عند أصحاب البشرة السمراء أو مادة (الفا هيدروكسي أسيد) ويترك للطبيب الفاحص المعالج اختيار المادة والتركيز، لأنها ليست من الإجراءات البسيطة خاصة حول العين.

وقد يفيد استعمال صابون سائل يحوي مادة (الفا هيدروكسي اسيد) بتركيز خفيف أو متوسط لا يزيد عن 9%، وذلك بغسل الموضع مرة مساء كل يوم لمدة دقائق يتلوها دهان (فيدينغ لوشن) بحذر؛ لأن الموضع حساس وقابل للتهيج.

هناك بعض المساحيق مثل كريم الأساس الذي يغطي البقع دون أن يشفيها فلا تبدو للناظر، ومنها مساحيق لا تتميزها العين، أي لا لون لها ولا بريق تناسب الستر عند الرجال.

قد يفيد الليزر عن طريق إزالة التجاعيد التي تزيد من منظر التصبغات، وهناك الجراحة وتصنيع الأجفان (بليفاروبلاستي)، والذي يستأصل الموضع ويشد الجلد، وهذا العمل الجراحي يحتاج خبيرا وقد يكون مكلفا.

وختاما: يجب الانتباه إلى الغذاء والحياة الصحية الصحيحة والنوم المنتظم، والتحاليل الدورية، حتى ولو كانت طبيعية مع متابعة ما ذكر أعلاه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات