الدوخة والغثيان والخوف من الموت..التشخيص والعلاج

0 533

السؤال

السلام عليكم.
بدأ معي المرض النفسي منذ 5 سنوات، أخذت أدوية كثيرة نفسية، كما أنني قد خططت رأسي وعملت كافة الفحوصات من تصوير ايكو القلب، المعدة، الرأس، وتحاليل، وكل شيء طبيعي، ولا يوجد مرض عضوي، وكل ما أعانيه أنني أشعر بدوخة قوية، ودوران، وأشعر أنني سوف أقع على الأرض، ولكني لا أقع، وأشعر بضيق في النفس، وآلام في الأرجل، حتى أنني أفضل الجلوس في وقت النوبة، وأن أكون بجانب أهلي.

وأشعر بضغط في الأذن، وغثيان، وأصبحت أريد كل شيء أن يمر بسرعة، وعندما تأتي النوبة أحس بدنو أجلي، وفي كل مرة أحس بأنها تزيد، فأرجوك - يا دكتور - أريد أن أنعم بحياتي، ما يزعجني هو الدوخة المستمرة 24 ساعة، ولكن بشكل خفيف، وأوقات متزايدة.

لا أحب أن أخرج من البيت؛ لأنني عندما أخرج أخاف من حدوث شيء لي على الطريق، وهنا تبدأ النوبة، أقدامي مع ساقي تؤلمانني، وأترنح في مشيتي وأتضايق كثيرا.

وأنا الآن أتعالج بدواء يدعى (ميكروجينين) وهو دواء مانع للحمل؛ لأنه ظهر كيس كبير على المبيض، ولأن دورتي غير منتظمة، وأنا أتناول (زولوسير) عيار 50 مل حبة واحدة.

لدي رحلة لمدة 6 أيام بعيدا عن أهلي، فأرجوكم أريد أن أذهب إلى هذه الرحلة، وأن لا أفكر بأنني سوف أموت؛ لأنني أفكر أنه يمكن أن أحتضر وليس هناك مشافي، وخصوصا أنها منطقة سياحية.

أرجوكم أنا في بداية عمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ جيا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوصف الذي ورد في استشاراتك يدل على أنك تعانين من نوبات ما يعرف بالرهاب أو نوبات الهرع، وهي نوبات حادة من القلق النفسي تؤدي إلى الشعور بالضيق، وأن الإنسان كأن منيته قد أصبحت على وشك الوقوع.

الذي أود أن أؤكده لك، أن هذه الحالة هي من حالات القلق النفسي، ويعتقد العلماء أنها تحدث نتيجة لإفراز سريع في مادة تعرف باسم سيرتونين، وهذا الاضطراب في الإفراز هو الذي يؤدي إلى هذه الحالة عند الأشخاص الذين لديهم أصلا الاستعداد للقلق، فالذي أود أن أؤكده لك أن هذه الحالة بالرغم أنها مزعجة ومخيفة، إلا أنها ليست خطيرة مطلقا.

ثانيا: أرجو أن تركزي كثيرا على تمارين الاسترخاء، أي نوع من تمارين الاسترخاء، هنالك كتيبات وأشرطة كثيرة في المكتبات.

كما يمكن الاستعانة بإحدى الأخصائيات النفسيات لتدريبك كيفية القيام بهذه التمارين، وفي أبسط صورها: يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ وتفتحي فمك قليلا وتغمضي عينيك وتتأملي أنك في حالة استرخاء، ثم بعد ذلك تأخذي نفسا عميقا وببطء – وهذا هو الشهيق – وبعد ذلك أمسكي أو اقبضي الهواء في صدرك، ثم أخرجي الهواء بنفس الشدة والبطء، وهذا بالطبع هو الزفير، هذا التمرين يكرر من أربع إلى خمس مرات في كل جلسة بمعدل مرتين في اليوم، وإذا داومت على هذا التمرين بصورة صحيحة، فإن شاء الله سوف تحسين براحة كبيرة.

لا شك أن العلاج الدوائي يعتبر من العلاجات الفعالة جدا لهذه الحالة، وأنت ذكرتي أنك تتناولين العقار الذي يعرف باسم زولوسير، والزولوسير كما أعتقد يسمى في منطقتنا بالزولفت أو الاسترال، وهو من الأدوية الممتازة لعلاج هذه الحالة، وربما تكونين محتاجة إلى جرعة أكبر قليلا وهي حبتين في اليوم، أي 100 مليجرام يوميا، ولابد أن تكون مدة العلاج ستة أشهر على الأقل على هذه الجرعة، ثم تخفض بعد ذلك الجرعة إلى حبة واحدة – أي 50 مليجرام – في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

هنالك أبحاث تدل أن هنالك أدوية أخرى ممتازة، ومنها العقار الذي يعرف باسم سبرالكس، السبرالكس تقول الأبحاث الآن أنه أفضل علاج لهذه الحالة، وجرعته هي 10 مليجرام ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة – أي 10 مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ولكن يمكنك الاستمرار على الزولوسير بالجرعة التي وصفتها لك فهو أيضا علاج جيد، وإن لم يحدث تحسن بعد شهرين من رفع الجرعة، يمكنك أن تبدلي وتغيري العلاج إلى السبرالكس.

هنالك أيضا عقار يعرف باسم زاناكس، يستعمل في الحالات الحادة، وهو علاج جيد، ولكن لا نوصي باستعماله لفترات طويلة، حيث أنه ربما يؤدي إلى نوع من الإدمان أو التعود، وجرعته هي ربع مليجرام فقط، تأخذ صباحا ومساء، وإذا كان هذا الدواء سببا في استرخاء زائد أو نعاس، ففي هذه الحالة نوصي بأن تكون الجرعة ليلية فقط، أي ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك يتم التوقف عنه.

أرجو أن تقتنعي تماما أن حالتك -إن شاء الله- يمكن علاجها، وهي حالة محدودة بالرغم من أنها تسبب الكثير من الإزعاج، ولكن سوف تزول بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات