طفل يشتم ويضرب أمه

0 781

السؤال

لقد كتبت في المرة السابقة أن عمر ابني 5 سنوات، وعمره صحيح؛ لأنني تزوجت وأنا بعمر 14 سنة، ولذلك عمري 21 سنة وعمر ابني 5 سنوات، وابني على حالة عصبية جدا، يضربني ويشتمني، ولا يريدني حتى أن أبقى في البيت كما قلت سابقا، ولكنه أصبح أسوأ لأنه أصبح كثير البكاء والتملل، وأصبح يغيظني لأنه يعمل ذلك حتى في الأماكن العامة، وأمام الأهل.

أرجوكم ساعدوني! ولقد قلت سابقا بأني استعملت معه القوة والحنان فلم يجد نفعا.

هذا هو نص الاستشارة السابقة: ابني يضربني ويشتمني ويقولي لي: اذهبي من البيت! أنت لست بأمي، أو هو يريد الخروج من البيت لأنه لا يطيقني، وحاولت معه بالحنان وبالشدة، ولكنه بزيد، وأنا لا أعرف ماذا أعمل معه، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ أم رفيق حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك، وأن يصلح لك الزوج والأولاد.

لست أدري هل كنت متضايقة من هذا الطفل في أشهر الحمل؟ وهل جاء وأنت ترغبين فيه؟ لأن الطفل يشعر بذلك ويعبر عنه قبل خروجه من بطن الأم وبعد خروجه، وهل كانت هناك مشاكل في أيام الحمل مع الزوج خاصة أو مع غيره؟ وهل يوجد في إخوانك وأخوالك من هو عصبي؟ وأين أنت وزوجك من العصبية؟ وهل هناك من يشارك في توجيه الطفل وتربيته غير الأب كالجدات أو الخالات والعمات؟ وهل عند هذا الطفل أمراض مزمنة؟ وهل هناك من أقرانه الأطفال من يعمل هذه الحركات ليفوز بعطف وحنان واهتمام؟ فإنه ربما كان يحاكي ويقلد.

لا شك أن الإجابة على التساؤلات السابقة تفتح أبوابا كثيرة في فهم هذه الحالة التي يمر بها هذا الطفل، وأرجو أن نبدأ مسيرة العلاج باللجوء إلى من يملك الشفاء ويعيد للنفوس طمأنينتها والهناء، كما نتمنى أن يجد هذا الطفل اللمسات الحانية وأن يشعر بحبك له رغم تمرده وعصبيته، وحبذا لو سمع ذلك بطريق غير مباشر، كأن تكلمي من يحب بأنك تحبين فلانا –طفلك- لأنه ابنك العزيز وأنه طفل ممتاز لو ترك كثرة البكاء، وأنا أفكر في تقديم هدايا يحبها له عندما يترك ما يفعله.

أتمنى أيضا أن يشارك الجميع في تذكير هذا الطفل بأنك والدته، وأن الله أعد الجنة لمن يطيع أمه وفي الجنة كذا وكذا من الأشياء الجميلة، ومن الضروري كذلك أن يكون هناك منهج موحد في التوجيه، فلا يعطيه الأب ما منعته منه الأم، ولا تقول الجدة عند بكائه: لماذا وكيف؟ فإن التربية الناجحة تقوم على أسس واضحة، وعلى منهج موحد في التوجيه، وبوجود مربين يدفعون في اتجاه واحد، والطفل يتضرر من كل تناقض في المنهج وكل تضارب في وجهات النظر.

أرجو أن تعلمي أننا نخطئ عندما نجعل الطفل يفهم الأشياء التي يغيظنا لأنه سوف يمارسها على سبيل العناد، وحتى يلفت أنظار الأضياف إليه ويرغمنا إلى أن نهتم بأمره، ويفرحه أن نغتم ونتكلم ونتشكي من أفعاله وتصرفاته، وخير علاج لذلك هو التغافل والإهمال، فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وعندما يعرف أن الأمر لا يزعجنا فسوف يتوقف فورا، ولا داعي للحرج، فكل أسرة تعرف ممارسات الأطفال، ولا عيب في البكاء أمام الناس، ولكل أسرة مشكلة من نوع آخر، وإذا سخروا من طفلنا فإن الله سيبتليهم بمثله.

أرجو أن يسمع منك قرارات حاسمة، كأن تقولي: يا فلان إذا فعلت كذا وكذا فلن تذهب للحدائق العامة ولن تزور كذا، وذلك للأشياء التي يحبها، ولا نبالي بدموعه في هذه الحالة، وشجعي كل خطوة إلى الأمام، وضخمي كل تحسن ولو كان يسيرا.

أرجو أن يباح لهذا الطفل مزيد من الاحتكاك مع الأطفال، وأظن أن هذه الصورة سوف تتغير بذهابه للروضة ثم المدرسة لأنه سوف يدخل إلى حياته آخرون.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله وطاعته والحرص على ذكره وشكره، واعلمي أن الإنسان يرى أثر طاعته لله على أهله وولده، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات