مشكلة التحدث بسرعة مما يسبب عدم فهم الكلام وعلاجها

0 543

السؤال

أنا طالبة في الجامعة وأعمل في شركة إلى جانب دراستي، ولكن لدي مشكلة تسبب لي الإحراج أحيانا، وهي أنني أتحدث بسرعة في الكلام، وبعض الأشخاص لا يفهمون كلامي، مع أن أهلي وأصدقائي لا يلتفتون لذلك.

وأحيانا يقولون: لا تتكلمي سريعا ( احكي شوي شوي ) وأنا أرغب بالتخلص من هذه المشكلة، مع أن كلامي ومخارج الحروف كلها سليمة، مع العلم أنني كنت لا أتقن لفظ حرف الراء، ولكني بفضل الله صرت أنطقه سليما منذ أكثر من خمس سنوات، وربما كان السبب بأنني صرت أتحدث بسرعة في الكلام هو حيائي من لفظ حرف الراء، فأصبحت أتحدث بسرعة كي لا يظهر حرف الراء، وأصبح الكلام بسرعة مشكلة لا أستطيع التغلب عليها.

هل للوراثة عامل بذلك؟ لأن خالي يتحدث بسرعة، ولكن كلامه مفهوم وواضح، وهل من طريقة كي أتخلص من هذه المشكلة؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الناس تختلف في طريقة إخراجها للكلام، فهنالك من يتحدث ببطء شديد، وهنالك من يتحدث بسرعة، وهي في الحقيقة عادة مكتسبة، كما أن الوراثة ربما تلعب دورا بسيطا في ذلك، لا أقول الوراثة المباشرة، ولكن هو نوع من الاستعداد الوراثي، كما أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان تلعب دورا، إذن هو تفاعل ما بين البيئة وما بين الوراثة.

الحمد لله أنت صاحبة مقدرات وقد تخلصت من مشكلة النطق بحرف الراء، وهذا شيء جيد، والذي أنصح به هو أن تقومي بإجراء تمارين استرخاء، ويجب أن تقومي بتمارين تساعدك في تطويل النفس لديك، وهذه تمارين معروفة يقوم بها الإخوة المعالجون في التخاطب، وكذلك الأخوة الأخصائيين النفسيين.

هذه التمارين في معظمها تقوم على أخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، مع محاولة الإنسان أن يتنفس عن طريق البطن، بمعنى أن ترتفع عضلات البطن بصورة واضحة في أثناء الشهيق، ثم بعد ذلك تنخفض بصورة واضحة في أثناء الزفير، هذا من التمارين الجيدة التي تساعد في إبطاء الكلام بسرعة وتطويل النفس.

الشيء الثاني هو: عليك أن تقومي بتسجيل بعض الأحاديث وتحتمي على نفسك أنك سوف تتكلمين ببطء شديد، بعد ذلك قومي بالاستماع لما قمت بتسجيله، ومن خلال ذلك يمكنك أن تقومي بالإصلاح أو الإرشاد الذاتي لنفسك، بمعنى أن تتجنبي الأخطاء في التسجيل الثاني، هنالك مواقف تتطلب منك أن تكوني أكثر بطئا، وهنالك مواقف تتطلب أن تكوني أكثر سرعة، ومن خلال هذه التمارين التي سوف تقومين بها –أي تمارين التسجيل ثم الاستماع بما قمت بتسجيله ثم بعد ذلك محاولة تصحيح الأخطاء التي وردت- أعتقد أنها سوف تساعدك كثيرا.

استعمال اللغة غير اللفظية، أي اللغة الحركية، كاستعمال اليدين مثلا في بعض الأوقات يساعد أيضا في أن يكون الإنسان أكثر هدوءا وأكثر مقدرة على التعبير، هذا أيضا يمكن محاولته.

الشيء الآخر: أرجو أن تقومي بتلاوة القرآن ببطء مع نفسك، هذا إن شاء الله أيضا يجعلك أكثر تؤدة وبطئا في إخراج الكلام.

لا أرى أنك تعانين من مشكلة أساسية، وأرجو ألا تكوني حساسة حيالها، فقط اتبعي الارشادات السابقة، وإذا توفرت لك الفرصة لمقابلة أخصائيي التخاطب فسوف يكون ذلك أيضا شيئا إيجابيا وجيدا بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات