السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب عمري 23 سنة، في السنة الثانية جامعي في فرنسا، وبعد أن هداني الله إلى التدين والذي أحاول الحفاظ عليه بشق الأنفس في هذا البلد، وقد بدأت أفكر في الزواج ،ولدي طموح كبير في مشواري الدراسي، غير أن ما أفكر فيه هو كوني طالبا، وليس لي عمل اللهم إذا وجدت عملا كطالب.
وأنا أريد الستر والعفاف خاصة وأن بعض الفتيات يحاولن التقرب مني، والإيمان ضعيف، وأسأل الله الثبات، فأشيروا علي حفظكم الله، ورزقكم الجنة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم وخاصة أني أرغب في الزواج من مسلمة وليس من نصرانية؛ كي لا أجد إشكالا في تربية أبنائي على سنة الحبيب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يحفظك من السوء والفحشاء، وأن يرزقك طاعة رب الأرض والسماء.
وإننا نبشر طالب العفاف بمعونة رب العباد، ونرحب بالشباب في موقعهم مع الآباء والأحباب، ونسأل الله أن يفتح لهم إلى الخيرات الأبواب، وأن يغنيهم بفضله إنه الكريم الوهاب.
وأرجو أن تبتعد عن الفتيات، وتراقب رب الأرض والسماوات، وتكثر من اللجوء إلى من يجيب الدعوات وينزل الرحمات.
ولست أدري هل بإمكان الأسرة أن تقدم لك المساعدة أم لا؟ وليت الآباء علموا أن حاجة أبنائهم إلى العفاف والطهر لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، وإن فاقد الطعام يموت، ولكن فاقد العفاف يموت ويبوء بالعذاب.
ولا يخفى عليك أن القرآن حض من لا يستطيع الزواج على سلوك طريق العفاف، فقال رب العزة والجلال: ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله))[النور:33]، ووجه رسولنا صلى الله عليه وسلم معشر الشباب فقال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
كما نتمنى أن تشغل نفسك بدراستك بعد طاعتك لربك، وأن تبحث عن الرفقة الصالحة من الرجال، وتغض طرفك عن النظر وتبعد نفسك عن أماكن النساء.
وأرجو أن تعلم أن الإيمان للإنسان كالمناعة للأبدان، وقد قال الأطباء: الجراثيم تملأ الفضاء ولكن لا يصاب بالأمراض إلا من فقد المناعة، ولا يسقط في هوة الفواحش إلا من فقد مناعة الإيمان.
وقد أسعدتني رغبتك في تربية أبنائك على محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومما يعينك على ذلك بعد توفيق الله حرصك على التأسي بالحبيب صلى الله عليه وسلم، ثم حسن الاختيار لصاحبة الدين، مع كثرة التوجه إلى رب العالمين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، فإن الله يتولى الصالحين وييسر أمور المتقين ويذهب همومهم ويكشف كروبهم، كما نتمنى أن تشغل نفسك بالذكر والتلاوة والصلاة والإنابة.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وبالله التوفيق.