ابني مراهق لا يصلي ولا يسمع الكلام.. أرشدوني

0 734

السؤال

لي ولد في سنته الرابعة عشرة، عنيف جدا مع إخوته وأصحابه، مهمل في صلاته فلا يقوم إليها إلا بأمر منا، وبتثاقل من الأمر، لا يحترم والدته ولا يلتزم كثيرا بأمري، يكذب أحيانا، حاولت معه بأسلوب الضرب والتخويف فلم يجد! في المقابل عنده شجاعة تصل إلى حد التهور، أرشدوني يرحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن دعاء الوالدين مفتاح لصلاح الأبناء، وطاعة الله تجلب الفلاح للأولاد والآباء، ومرحبا بك في موقعك بين إخوانك الفضلاء، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يبعد عن أبنائنا الأصدقاء الأشقياء.

ولا يخفى عليك أن هذا الابن يمر بمرحلة عمرية لها خصائصها ومشاكلها، وأرجو أن تحسنوا التعامل معه، وأن تعطوه فرصة للتعبير عن نفسه، واجتهدوا في استغلال طاقته، وأظهروا له حاجة المنزل إلى خدماته، وشاوروه في الأمور، وخاصة تلك التي تخصه، واحترموه في الملأ أمام زملائه، وإن احتجتم إلى توبيخه أو لومه فليكن ذلك في الخلاء، بعيدا عن الأعين والآذان، مع أننا لا نفضل التوبيخ في هذه المرحلة، وحبذا لو استبدلناه بالتشجيع والحوار الذي تكون نتيجته الاقتناع ثم الاعتذار عن الخطأ، مع ضرورة شعوره بحبكم والأمن.

وأرجو أن تصطحبه إلى مواطن الخير والعبادة، وحبذا لو شبكت أصابعك في يده، واتخذته بمنزلة الأخ والصديق، وهيأته للقيام بدور الرجل في المنزل، ومنحته من ثقتك وافتخرت به.

ونتمنى أن يكون أسلوب التوجيه والنصح متفقا عليه بينك وبين والدته، فإنه يتضرر من التناقضات، ومن الضروري تجنب أسلوب التحقيقات، فإنه يعوده على الكذب، وحبذا لو تجنبتم أيضا أسلوب المتابعة البوليسية، فإنها تحطم ثقته في نفسه، والتربية الناجحة تقوم على الوضوح والصراحة والحوار والمشاورة.

وليس من المصلحة اعتماد أسلوب الضرب والتخويف، فإنه أيضا يعوده على الكذب ويدفعه للعناد ويحطم شخصيته، مع قناعتنا بأن الضرب قد يكون علاجا، ولكن في إطار ضيق جدا، وبعد استنفاد كل الأساليب والحيل، على أن يكون الضرب مناسبا للجرم، وبعيدا عن الزملاء والأهل، ودون أن تصاحبه إهانة وتوبيخ، مع عدم اتخاذ الضرب عادة، والتوقف عن الضرب إذا سأل بالله أو هرب أو بكى، وذلك لأن الغرض هو التأديب وليس الانتقام.

ونحن ننصحكم بتغيير أسلوب التعامل مع هذا الشاب، وإعطائه قدرا من الاحترام، وعدم معاملته على أنه طفل، فإن ذلك يجرحه ويغضبه، وأرجو أن توجهوا طاقته لعمل مفيد، وتذكروه بطاعة الله الحميد، وتجنبوا الدعاء عليه، واحرصوا على عمارة البيت بالطاعة، فإن الإنسان يجد أثرها في نفسه وولده، مع ضرورة تحري اللقمة الحلال.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الزوجة والعيال، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات